عبداللطيف الملحم

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة الرياض في زيارة تكمن أهميتها بلقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتبادل الآراء حول القضايا الدولية وقضايا المنطقة ومنها قضايا ملحة تمس الشأن السوري والخليج واليمن في وقت تمر فيه المنطقة بأكثر الأوقات صعوبة. وسيكون لهذه الزيارة تأثير وآثار إيجابية؛ كون الملك سلمان والرئيس بوتين يمثلان أكثر الدول تأثيرا على المستوى العالمي؛ لأن مثل هذه المحادثات والزيارات من الممكن أن تغير مسار الكثير من الأحداث. وفي سياق الحديث عن هذه الزيارة، فقد سبق أن زار الرئيس الروسي بوتين المملكة العربية السعودية في العام 2007م وكذلك قام الملك سلمان بزيارة لروسيا في العام 2017م في زيارة أطلق عليها العالم بأنها زيارة تاريخية. وكذلك وفي خلال الزيارة سيتم أيضا مناقشة قضايا التعاون بين البلدين.

وكما هو معلوم منذ زمن طويل تطابق وجهات النظر السعودية - الروسية فيما يخص طاقات الإنتاج وكيفية التعامل مع تقلبات أسعار النفط رغم ما مرت به العلاقة أثناء فترة الحقبة الشيوعية. ومع ذلك كانت هناك توافقات في وجهات النظر التي تم من خلالها ومنذ عقود حل الكثير من الأزمات التي مرت بها المنطقة والعالم. ولا يوجد وقت أكثر أهمية من هذا الوقت للحاجة إلى وجود اتفاقيات في جميع المجالات بين دولتين بحجم وقوة المملكة وروسيا. فما يجري في المنطقة منذ بدء ما يسمى بالربيع العربي وبسبب ما نرى من تبعات التقلبات السياسية وعدم الاستقرار والتصادمات المسلحة، فمن الطبيعي أن يتابع العالم أجمع ما سيتمخض عنه لقاء الملك سلمان

والرئيس بوتين في وقت المنطقة بحاجة ماسة للهدوء والسلام الشامل ليتم التركيز على زيادة جرعات البناء ليعم الرخاء الاقتصادي.

وفي الوقت الحالي يتابع الكثير من المحللين السياسيين جهود المملكة وتحركاتها على جميع الأصعدة والساحات والعمل مع أطراف مختلفة لجعل المنطقة تنتقل من فترة تقلبات وفوضى سياسية إلى منطقة تكون جزءا مهما وعاملا من عوامل الاستقرار الذي بدونه من الصعب أن تستمر فيه عجلات التنمية والنمو.