مها العبدالهادي - الدمام

مسؤولو النظام الإيراني يتوجسون من عودة المظاهرات السلمية

استنكر الشارع العراقي تدخل نظام الملالي في شؤون العراق، وذلك بعدما طالب المتظاهرون إيران بالرحيل عن بلادهم.

وخون خامنئي وبقية مسؤوليه المحتجين، وعبروا عن غضبهم الشديد على أبناء الشعب العراقي، ودعوا ميليشياتهم إلى الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الحديث عن الوجود الإيراني في العراق.

» استنكار التدخل

وأمس برز التدخل الإيراني السافر الذي تخطى الحدود، بحديث وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف والذي قال فيه: «حكومة أحزابنا في بغداد أحبطت هذه التظاهرات، ولن نسمح بها مجددا؛ لأنها تشكل تهديدا خطيرا لمشروعنا في العراق والمنطقة»، وأكد أن حكومته وحرسها الثوري على أتم الاستعداد لمساعدة حكومة عبدالمهدي.

واستنكر الشارع العراقي هذا التدخل، حيث طالب الكاتب والباحث السياسي د.جاسم الشمري في حديث لـ«اليوم» الحكومة -إن كانت تحترم سيادة العراق- ألا تسمح بمثل هذه التصريحات، مستنكرا عدم استدعاء السفير الإيراني لطلب توضيح بخصوص الأمر، وكأن الحكومة العراقية راضية بهذا التدخل.

» خطر الاتهامات

وأشار د.الشمري إلى أن التحكم الإيراني في المشهد العراقي السياسي والأمني ليس جديدا، ولكن الجديد هو التصريح في هذه اللحظة بالذات، والتهجم على المتظاهرين واتهامهم بالخيانة، مع العلم أن الغالبية العظمى من المتظاهرين هم من الطائفة الشيعية.

وأضاف: في الماضي عندما تكون هناك مظاهرات في مناطق سنية كانوا يتهمونهم بأنهم من جماعات إرهابية، أما اليوم فلا توجد تهمة واضحة لهؤلاء، وأكد أنهم خرجوا نتيجة الفشل في بناء الدولة العراقية من قبل الأحزاب الحاكمة في العراق التي ينتمي أغلبها للمذهب الشيعي، وبالتالي الجماهير العراقية الشيعية وصلت لقناعة أن القوة الحاكمة في العراق لن تنجح في إدارة البلاد، وبالتالي خرجوا في هذه المظاهرات.

واستبعد الشمري أن تلبي الحكومة العراقية أبرز مطلب للمتظاهرين، وهو إخراج إيران ونفوذها من المشهد العراقي.

وأكد أن إيران متحكمة، مذكرا بأن هناك أكثر من مسؤول عراقي صرحوا بأن إيران هي من تدير اللعبة السياسية في العراق.

ورجح أن مطلب إخراج إيران من قبل هذه الحكومات هو مطلب صعب جدا، مشيرا إلى إمكانية ذلك في حال وجدت قيادة عراقية وطنية دون النظر إلى مذهبها.

» انتهاك صارخ

وفي السياق، شدد رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية د.واثق الهاشمي أن على الحكومة العراقية استدعاء السفير الإيراني وتبليغه اعتراضها على تصريحات جواد ظريف.

واستطرد: اليوم لا يستطيع مسؤول عراقي أن يتحدث أو ينتقد الوضع في إيران، أما الأخيرة فهي تنتهك وتصرح وتتجاوز على السيادة العراقية دون وضع حد لهذا الأمر.

وبين أن العراق لا يزال محطة للتدخلات الخارجية والتصريحات الخارجية، وهذا ما لا تسمح به كل الدول، مبينا أن هناك أكثر من تصريح من مسؤول إيراني خالفوا به قواعد البروتوكول، فسبق لجواد ظريف أن أكد -موجها كلامه للقيادة الأمريكية- أنهم أصحاب الأرض ويقصد العراق، وأن أمريكا ستخرج وهم الباقون، وهذا ما وصفه الهاشمي بأنه غير مقبول على الإطلاق، واعتبره تدخلا في الشأن العراقي.

وحول وصف ظريف للمتظاهرين بأنهم «أعداء»، قال الهاشمي: إن عملية التحريض أو تخوين المتظاهرين بأنهم مرتبطون بدول أخرى، هذا سيزيد من حدة التظاهرات.

» عودة الاحتجاجات

وفي سياق آخر، قال مصدر خاص لـ«اليوم»: إن المظاهرات في بغداد ستعود بتاريخ 25 أكتوبر الجاري بشكل أكبر وأقوى، وسوف تتوقف الآن بسبب الزيارة الأربعينية للحسين، وأشار إلى استمرار التظاهرات في مدينة الصدر، ووصفها بأنها المدينة التي لن تهدأ؛ بسبب سقوط العديد من القتلى بين أهلها.