عبداللطيف الملحم

التقيت بنائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز للمرة الأولى صدفة منذ سنوات طويلة. وقد كان بمعية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. ورغم قصر الحديث المتبادل معه، إلا أنه كان من الواضح بالرغم من صغر سنه آنذاك تمتعه بكاريزما جاذبة وثقافة عامة وثقة بالنفس عند الحديث بالتفاصيل في أي شأن عام... ففي نهاية المطاف، فالأمير أحمد هو حفيد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي هو بحق مدرسة في السياسة وموسوعة في التاريخ.

وقبل حوالي ثلاث سنوات تم تعيين الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائبا لأمير المنطقة الشرقية، ليبدأ مسيرة المشاركة في الإدارة للمنطقة الشرقية مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية. ومنذ تعيينه والأمير أحمد في حالة تواصل مع كل شرائح المجتمع ومتابعة قريبة لكل المشاريع التنموية بالمنطقة. وقبل عدة أيام تشرفت واحة النخيل الأحسائية بزيارة لعدة أيام، قام أثناءها بمعية سمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد آل جلوي بزيارات عديدة لمجالس أسر الأحساء، التقى وتحدث فيها مع كل شرائح المجتمع وفئاته العمرية في دلالة واضحة على عمق العلاقة بين الحاكم والمحكوم في بلادنا، واتباع سياسة الباب المفتوح للمواطنين وهو أمر اتبعته الأسرة الحاكمة منذ نشأتها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه.

والأمر المهم في الزيارة هو تفقده للكثير من الأمور التنموية والتعليمية في الأحساء. فمن أمانة الأحساء إلى جامعة الملك فيصل، ومن الغرفة التجارية إلى المحاكم وغيرها من الدوائر الحكومية في توجه واضح لمتابعة كل ما يخدم المجتمع في واحة الخير والعطاء. وفي هذه الزيارة كانت هناك بادرة اتسمت بالشفافية من خلال تسليط الضوء على أهمية التركيز على المحافظة على تأمين الفكر ومحاربة التشويش على ما تقدمه هذه البلاد من خيرات وصلت أقاصي المعمورة. وتم ذلك من خلال لمسة وفاء جميلة في جامعة الملك فيصل. فقد تفضل نائب أمير المنطقة الشرقية بالموافقة على تخليد ذكرى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز -رحمه الله- من خلال إطلاق كرسي الأمير فهد بن سلمان للوعي الفكري، ليكون منارة فكرية تسهم في تحصين شباب الوطن ضد الأفكار المنحرفة والتيارات المخلة. وإضافة لذلك سيكون هذا الكرسي الأول من نوعه ليكون علميا شاملا للجوانب الدينية والوطنية والمعرفية والاقتصادية. وأخيرا.. فإن زيارة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان إلى الأحساء ما هي إلا جزء من أساليب الإدارة التي تتصف بالجمال، كونها اطلاعا مباشرا على ما تقدمه الدولة من عوامل الرخاء لكل فرد في هذا المجتمع. فأهلا وسهلا بك في واحة الخير.. واحة الأحساء.