كلمة اليوم

حذرت المملكة دائما من مغبة التدخل الإيراني في الشأن العراقي، فهو تدخل سافر لم يسفر إلا عن مزيد من القلاقل والفتن والأزمات داخل المجتمع العراقي، الذي ما زال يبحث عن منافذ الخروج من أزمته الراهنة التي أدت إلى دخوله في دائرة الطائفية ونشر الكراهية وظهور رؤوس الإرهاب في شارع مسالم لم يعرف صور الأزمات التي تمور داخله، قبل تسلط النظام الإيراني في مفاصل الجسد العراقي ومحاولة خلخلته والنخر فيه إلى أن وصلت الأوضاع إلى أسوأ مراحلها، وأضحى الصمت حيالها مستحيلا، فأدى ذلك إلى قيام سلسلة من التظاهرات التي عمت المدن العراقية منادية بخروج النظام من أرضه.

وليس التدخل الإيراني في شأن هذا القطر المسالم وتحويله إلى ثكنات حربية إلا مثال لصور من التدخلات الإيرانية السافرة في شأن العديد من أقطار المنطقة، فها هو لبنان يرزح تحت وطأة سلسلة من المشاكل والأزمات بسبب حشرالنظام الإيراني أنفه في شأنه من خلال إحالة جنوبه إلى مقاطعة إيرانية لا تهدد الأمن والاستقرار في لبنان فحسب، بل تهدد أمن المنطقة بأسرها، فقد تحول حزب الله الإرهابي إلى شرطي إيراني يأتمر بأمر حكام طهران وينفذ توصياتهم وأوامرهم ويحاول زعزعة الأمن اللبناني من خلال تصرفاته الرعناء، وإقدامه على ممارسة صور من الإرهاب نزولا عند سياسة الحرس الثوري الإيراني وزبانيته.

والتدخل الإيراني في العراق ليس إلا نموذجا لكل التدخلات البغيضة في شؤون المنطقة الداخلية، فتعطيل مبادرات السلام في اليمن ومحاولة نزع فتائل الحرب في ربوعه سببها تحركات الأخطبوط الإيراني في المدن اليمنية والعمل اليائس لنشر نفوذه فوق أرض ما زالت تغلي كالمرجل تحت أرجله، فجاء دعم الإرهاب المتمثل في الميليشيات الحوثية بالأموال والأسلحة والعناصر لإطالة أمد الحرب في اليمن والانطلاق منها لتهديد المملكة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وتهديد الملاحة البحرية من خلال الهجمات السافرة على ناقلات النفط في عرض مياه الخليج للعدوان على دول النفط وعلى اقتصاديات دول العالم بأسره.

وما يحدث في العراق الذي انتفض ضد تدخلات النظام الإيراني في شأنه ما زال ساري المفعول في كثير من الأقطار والأمصار التي ما عادت تتحمل هذا الصلف الإيراني الذي ما زال يشكل خطرا ماحقا على دول المنطقة وعلى العالم بأسره، على اعتبار أنه الممول الأكبر والأساسي لكل التنظيمات الإرهابية التي ما زالت تعيث فسادا وخرابا وتدميرا في الأرض كما هو الحال مع تنظيمات القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الارهابية، وتفريخ الإرهاب في العراق كان بسبب تواجد فلول النظام الإيراني فوق أرضه، غير أن هذا القطر اليوم يبحث عن نجاته من هذا النظام وانعتاقه من سيطرته التي جرت عليه الكثير من الويلات والمصائب، وسوف ينتصر العراق بإذن الله على تلك الفلول الإرهابية ويعود إلى حضنه العربي وينصرف إلى التنمية والنهضة والبناء بعيدا عن تلك التدخلات السافرة في شأنه.