واس - الرياض

أكد خطباء الجوامع بالمملكة، أمس، أن حفظ كرامة الإنسان من أولويات الشريعة الإسلامية، لذا حرم الشارع أي عمل قد يمس الإنسانية بامتهان أو تقليل، على غرار الاتجار بالبشر، الذي يمثّل مأساة ترفضها كل الأعراف والقوانين الدولية، لاسيما وأنه بات من أشكال الرق في العصر الحديث، لأن فيه انتهاك لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية التي كفلها له الإسلام، مستشهدين بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية في هذا الصدد.

جاء ذلك في خطب الجمعة التي صدحت بها أصواتهم أمس على منابر الجوامع في مختلف محافظات ومناطق المملكة، إذ وجهت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتخصيص خطبة الجمعة عن لزوم التأكيد وجوب حفظ كرامة الإنسان، وتأصيل المسألة من الناحية الشرعية، وذكر فتاوى هيئة كبار العلماء في المملكة، وتبيين مقاصد الشريعة في ذلك.

وشدّد الخطباء على أن الشريعة الإسلامية سدَّت كل المنافذ المؤدية إلى كل ما يققل من كرامة الأنسان بل ودعت إلى حفظ كرامته عبر تشريعات تقضي على أشكال العبودية لغير الله تعالى في شرع الله عز وجل .

وعدّوا أكل حقوق الأجير والمماطلة في دفع أجره بعد استيفاء عمله جريمة، بل ويدخل تحت ما يعرف بـ (الاتجار بالبشر)، ومثل ذلك يصنف الاسترقاق أو الاستغلال الجنسي سواء كان بغرض الاستمتاع الجنسي بالمغصوب أو بغرض التربح من وراء أجسادهم أو أجسادهن، بل يزيد حرمته تصنيفه ضمن أنواع البغاء.

واختتموا خطبهم بالتذكير بشناعة هذه الأفعال وحرمتها وأنها تنافي قيم وتعاليم الإسلام التي جاءت لإكرام الأنسان والمحافظة على مكانته في المجتمع وتحريم ظلمه والاعتداء عليه، مطالبين من وقع في مثل هذه الأعمال الغوغائية بالرجوع إلى الكتاب والسنة والتمسك بهما فهما السبيل المستقيم والصراط المنير.