د. شلاش الضبعان



كل إنسان لديه امتيازات تستحق أن يحافظ عليها، ولا يسمح لأحد بأن يتجرأ عليها فضلا عن أن يعبث بها، وإنما الإنسان بهذه الامتيازات قوة وأهمية، تزداد بزيادتها وتضعف بضعفها.

تديّن الإنسان سد يحميه من الانجراف والانحراف، ولذلك يجب أن يحافظ على تدينه ويقويه من الإفراط والتفريط بالعلم والوعي، فحياة بلا دين حياة فارغة، وما أسرع ما تأتي لحظة الموت الفاصلة فينظر لسده فرحا بقوته وألما لضعفه، فهي لحظة الحقيقة والاحتياج.

الوطنية سد يحفظ امتيازات الوطن من أمن واجتماع كلمة ووحدة صف ورؤية واضحة تسعى لأهداف مميزة، ولذلك يجب على المواطن والمقيم أن يحفظ سده من عبث العابثين والحاقدين والمتصيدين، ويقويه ببذله ووعيه وذكائه، ليبقى الوطن سدا منيعا في وجوههم وألسنتهم وأيديهم وأسلحتهم، ويظل السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بوطنه.

فكر الإنسان أيضا سد، يحميه مما لا يليق، ويجعل له دورا مشرفا في الحياة، ولذلك فإن كل ما يُبذل من أجل هذا الفكر هو استثمار ذو عوائد متنوعة وعظيمة، وإن أعظم ما يُقوى به الفكر العلم والتعلم وسعة الاطلاع، ويظل الإنسان بفكره بقاء وعدما، فإنسان بلا فكر سيعاني الكثير والكثير في هذه الحياة.

عائلة الإنسان سد له ولكل فرد من أفراد العائلة، ولذا لابد أن يعطي قائد العائلة كل ما يستطيع من وقت لسده العظيم الذي يحمي ظهره ويرقى بطموحه ويزيد فخره، بناء وتقوية وحفظا من المهاجمين، فالزوجة والأولاد استثمار طويل الأمد، ولذلك يجب ألا يبخل بالمال والوقت الذي يقويهم ويجعلهم سدا منيعا أمام كل عابث، وتظل البنت أهمية وحاجة ذات دور محوري في قوة السد، ولذلك يجب أن تعطى الوقت والاهتمام الكافي، فالأم مدرسة إذا أعددتها، أعددت شعبا طيب الأعراق.

المهم أن يضع الإنسان بناء وتقوية سدوده على رأس أولوياته، ويدرك أن عيب الزمان والبكاء على الماضي والانغماس في نظرية المؤامرة لن يحفظ دينا ولا وطنا ولا فكرا ولا عائلة، ولا غيرها من الامتيازات.

واحفظوا سدودكم من أجل بقائكم.