كلمة اليوم

في سائر مناطق ومحافظات المملكة جاءت صور الاحتفالات الضخمة بمناسبة مرور اليوم الوطني للبلاد يوم أمس، وهي مناسبة عزيزة وغالية على قلوب أبناء هذا الوطن المعطاء الذين يكنون لقياداتهم الولاء، وتعكس تلك الاحتفالات مدى التلاحم الكبير بين القيادة الرشيدة وأبناء المملكة الأوفياء، فمرور تلك المناسبة تذكر كل مواطن بمدى ما بذله المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- من ملاحم بطولية فذة لاستعادة ملك آبائه وأجداده، فقد كان بعبقريته العسكرية والسياسية وتوظيفها لعمليات استعادة ملكه سببا جوهريا في عودة الأمور إلى نصابها، وتحرير هذه الأرض من ظلم الظالمين وتعسفهم وجبروتهم، فجاءت تلك الملاحم الكبرى لترسم قيام الكيان السعودي الشامخ على كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام.

لقد تمكن مؤسس الكيان السعودي من وضع اللبنات الأولى للتنمية من خلال توحيده لأجزائه المترامية الأطراف وإعلان قيامه، ومن ثم جاءت هذه الوحدة الوطنية بين القيادة والمواطنين لترسم مسيرة التنمية المظفرة منذ عهد التأسيس، وحتى العهد الميمون الحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وتلك مسيرة لها صفة الاستمرارية، فما بدأه المؤسس أكمله أشباله الميامين الذين استطاعوا الوصول بهذا الوطن في فترة زمنية قياسية من عمر تقدم الأمم إلى هذه المستويات الرفيعة من النهضة والنماء.

التأسيس الأول لقيام كيان المملكة ارتبط جذريا بتعاليم وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة، وإزاء ذلك فقد ضرب المؤسس بيد من حديد على صور الجرائم التي كانت سائدة قبل قيام ملاحمه البطولية الكبرى فكان الأمن علامة فارقة قام عليها البناء، وظلت هذه العلامة سارية المفعول منذ ذلك العهد وحتى العهد الحاضر لتغدو المملكة بفضل الله وحمده واحة للأمن والاستقرار، وقد جاءت مسيرة التنمية المتعاقبة ذات ارتباط عضوي بتلك العلامة المميزة في أزمان، شهدت فيها دول العالم ومازالت تشهد المزيد من الأزمات والاضطرابات والقلاقل.

وللمملكة حضور عالمي كبير، ذلك أن المؤسس -رحمه الله- ربطته علاقات قوية بزعماء الدول الكبرى، فجاءت سياسة المملكة الخارجية منفتحة على شعوب العالم فارتبطت المملكة ومازالت بعلاقات قوية ومتميزة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، كما أن المملكة منذ قيام كيانها الشامخ وهي تعاضد الأمم المتحدة بكل هيئاتها ومؤسساتها وتنظيماتها وتتعاون معها لإرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين، ومازالت المملكة متشبثة منذ عهد التأسيس بثوابتها السياسية الراسخة تجاه العديد من القضايا العربية والدولية، وعلى رأسها قضية فلسطين، على اعتبار أنها القضية المركزية للأمة العربية وغيرها من الأزمات التي مازال قادة المملكة يعالجونها بحكمة وتأن وبصيرة.