د. ريم الدوسري

تزينت جميع مناطق ومدن المملكة العربية السعودية بأجمل حلة واكتست باللون الأخضر كعروس بيوم حنتها لاستقبال اليوم الوطني السعودي الـ89. أعلام ترفرف، أطفال ينشدون ويغردون باسم قادتنا «عاش سلمان ملكنا»، «الدار يا محمد بك تفاخر» ويدعون لهم بالصحة والعمر المديد. أجواء جميلة ومشاعر حب، فخر، انتماء ووطنية يعيشها السعوديون في البيوت، المدارس، والشوارع تلهج بها القلوب قبل الألسنة. يوم 23 سبتمبر حفر في صدر كل سعودي وسعودية، وهو أغلى مناسبة على قلوبنا كسعوديين ويترجم ذلك بالاحتفالات باليوم الوطني الذي وحد فيه المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- هذه الأرض ورفع راية التوحيد وبفضل الله ستظل ترفرف إلى الأبد.

اليوم الوطني هذا العام يأتي مختلفا للنساء السعوديات مع حزمة القرارات التاريخية التي خصتهن والقفزات النوعية في تمكينهن كشريكات في التنمية. حقبة استثنائية ومضيئة للمرأة السعودية نستطيع أن نطلق عليها «العصر الألماسي». صنعنا وسطرنا تاريخا جديدا في تاريخ المرأة السعودية وذلك من خلال توليها أهم المناصب القيادية خارجيا لتكون أول سفيرة في أهم العواصم في العالم، وداخليا تنصيبهن كوكيلات في الوزارات وتمكينهن من مشاركة الرجل في اتخاذ القرارات.

أولت المملكة في السنوات الماضية اهتماما أكبر للمرأة، فنجد القرارات والتشريعات المدروسة التي سنتها لحفظ وحماية حقوقها كما الرجل على حد سواء. تعديلات جذرية فيما يتعلق بالأحوال الشخصية وتمكينها من الخدمات الحكومية دون اشتراط موافقة ولي الأمر وغيرها من القرارات التي تصب في مصلحتها دون المساس بالشريعة. حظيت المرأة السعودية في عهد سلمان الحزم على حقوقها كمواطنة كاملة الأهلية تغبطها عليها الكثيرات من الخليجيات والعربيات اللاتي لم يحظين ببعض من حقوقهن حتى الآن. لكن لابد أن نؤكد أنه بعد التمكين أصبح على عاتق المرأة السعودية مسؤولية ضخمة لتحقيق النجاحات والإنجازات لتجعل اسم المملكة يرفرف عاليا، وتكون قدر الثقة التي منحت.

نولد جميعا بحب الوطن، وغرسه في نفوس وقلوب الأبناء أمر غاية في الأهمية؛ لأن الوطن هو الأمن والأمان ولا حضن كحضن الوطن. الاحتفال باليوم الوطني ليس فقط بتاريخ 23 سبتمبر بل يجب أن نحتفل به في كل يوم من العام وذلك بالبناء والعمل بهمة كجبل طويق لنصل للقمة مشاركين الوطن في تحقيق الرؤية ولاستمرارية عجلة التنمية. ويجب على كل مواطن أن يخصص هذا اليوم ليقوم بأعمال تطوعية لصالح الوطن. ولا نغفل أن نشارك شرائح مهمة في المجتمع بالاحتفالات الوطنية كالمرضى، وذوي الاحتياجات الخاصة، الأيتام والمساجين.

لابد أن نعترف بأننا نعيش تاريخا عظيما مليئا بالإنجازات الوطنية التي تجعلنا نهبط على القمم وتترجم العزيمة الجادة وطموح الشباب الواعد. كل ما نراه من إنجازات وإصلاحات وتعديلات في وطننا الغالي يجعلنا نقول «ارفع راسك أنت سعودي».

وأخيرا كل عام ووطني بخير وأمن وأمان، ونحن في صف واحد.

كل عام وكل مواطن سعودي بهمة حتى القمة.