د. سمية السليمان

عندما صدرت رؤية المملكة 2030 جاءت لنا كخطة طموحة تنظر للمستقبل بنظرة ثاقبة. حينها رغم المحاولات الكثيرة في التفسير والنظر إلى ما قد تعني لنا في المستقبل، رغم جميع التفسيرات لم تستطع في مجملها في تلك المرحلة الأولى أن توضح تلك الصورة، التي نسعى لها على مستوى وطني. الآن وبعد عدة سنوات اختلف الأمر؛ لأننا بدأنا نشعر بتغيرات من خلال البرامج العديدة والمشاريع والمبادرات، التي أصبحنا نرى ثمارها وتلك الأخرى، التي وضعت لها حجر الأساس وما زال الطريق طويلا أمامها.

هذه التغيرات تمس جميع القطاعات. منها أمور واضحة وظاهرة للجميع في مبادرات ومشاريع وأنظمة، ومنها تلك التغيرات المؤسسية، التي تمس الأنظمة والأعمال والتي قد لا تكون واضحة إلا لمَنْ يتعامل داخل ذلك القطاع. المؤكد هو أننا نعيش نهضة. فترة مشاركة وطموح و«همة حتى القمة».

رؤية المملكة 2030 تحديد للوجهة وشحذ للهمم ودعوة للعمل الممنهج، الذي يحقق النتائج، التي نفتخر بها. من أصعب الأمور إدارة التغيير، ولكن التغيير الذي رأيناه في جميع القطاعات بمثابة نهضة حقيقية لشعب يتكاتف في تحقيق ذلك المستقبل، الذي نسعى له متحدين.

ما تعيشه المملكة الآن هو انتعاش وحيوية وطموح وإرادة تنعكس في عمل مخلص ودؤوب يمس جميع فئات المجتمع. نرى القطاعات الحكومية تتسابق في أعمال متناغمة وفق أهداف محددة وخطط محكمة.

من أبرز التغيرات تلك، التي تخص المرأة. ملف متكامل تعامل مع وضعها بالكامل من خلال ملفات اجتماعية واقتصادية وسياسية من خلال تمكينها وإعطائها الفرص والحقوق. تبعات هذه التغييرات سوف نراها جلية في الجيل القادم.. جيل الرؤية. فلا يخفى على أحد أن الطفل، الذي تربيه امرأة متعلمة يكون أفضل حالا من آخر أمه جاهلة ولم تعد هذه هي المسألة ولكن ماذا عن ذلك الطفل، الذي تربيه أم متعلمة ومتمكنة؟

إن تمكين المرأة هو فعليا تمكين للمجتمع من خلال تبعاته المتراكمة.

يومنا الوطني فرصة رائعة للتعبير عن اعتزازنا وفخرنا بكوننا سعوديين نعيش في وطن له حكومة رشيدة تدرك حجم التحديات، ولا تتوانى في العمل من أجل المواطنين والارتقاء بمستوى معيشتهم. مكاننا اليوم امتداد لماضينا العريق في هذه الأرض، التي تجمع شعبا فخورا، له طموح في القمم. تسارعت خطانا بشبابنا وتوسعت مجالات المشاركة في التنمية، وفِي اعتقادي مع كل ما هو واضح، فإن القادم أفضل وأجمل.

أحب وطني وأفتخر بأن أنتمي له، وأجدد الولاء بهذه المناسبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله وجعلهما ذخرا لهذا الوطن الغالي.