محمد العصيمي



لا أسأل السؤال أعلاه، حاشا لله، لأصنف أو أوزع صكوك الوطنية على الناس، بل أسأل لأجيب ما معنى أن تكون وطنيا؟ وما الوطنية التي طالما تغزل بها الشعراء وتغنى بها الفنانون وتبارت أطياف المجتمع ليثبت هذا الطيف أو ذاك أنه أكثر وطنية من الآخرين؟.

ليس ثمة مواطن ليس وطنيا إلا أولئك الخائنون الذين يتعاملون أو يوالون أجندات أجنبية ثبت أنها تعادي بلادهم وتتربص بأمنها وسلامتها وقدراتها. حتى المواطن الذي يشغل وظيفة صغيرة عادية هو وطني بامتياز طالما أنه يؤدي هذه الوظيفة بأمانة وعلى أكمل وجه.

الأب أو الأم اللذان يحسنان تربية وتعليم أولادهما، ليكونوا صالحين ونافعين لأنفسهم ووطنهم، هما وطنيان يستحقان الإشادة ورفع القبعة. ليس سهلا أن تضيف عنصرا بشريا صالحا ونافعا للوطن إلا إذا كنت تدرك مسؤولياتك الوطنية والمجتمعية وتتصرف على أساس هذا الإدراك.

المعلم والمعلمة اللذان يخرجان من محافظهما الشخصية، لسد حاجة تعليمية ملحة لمدرسة أو طالب أو طالبة، هما في قمة الشعور بالوطنية، وفي أوج الشعور بالمسؤولية إلى درجة أنك حتى لا تعلم ما فعلا ولا هما قصدا أن يشاد بهما أو يثمن ما قاما به في صورة تكريم أو غيره.

نماذج الوطنية، البسيطة والمؤثرة، تصعب على الحصر. وقد كنت وما زلت أتمنى لو يقام حفل كلما حل يومنا الوطني تكرم فيه نماذج وأسماء من هؤلاء الوطنيين الذين يتصرفون على طبيعتهم ومن تلقاء شعورهم ومسؤولياتهم. نريد أن يراهم الجيل كقدوات في كل ميدان من ميادين حياتنا ليتمثلوا بهم ويقتفوا أثرهم.