أحلام القحطاني

تعيش مملكتنا الحبيبة هذه الأيام ذكرى غالية، حيث تُجدد العهد مع أول الانتصارات التي جعلت منها كيانا شامخا وملاذا آمنا لكل من ينتمي إليها، كما أنها تستكن على ضفاف الوفاء من شعبها الذي يحاول ترجمة ولائه لهذا الوطن بشتى الوسائل الممكنة، سواء أكان ذلك بالمشاركة الفاعلة في إعماره وازدهاره ليكون وجهة جاذبة لكل من التميز، أم السعي الحثيث وراء جعله ضمن الدول المتقدمة في شتى المجالات، فقد برزت أسماء سعودية في العالم يشار لها بالبنان في تخصصات عدة، ما يجعل اسم المملكة يصدح في أرجاء المعمورة بإنجازات أبنائها الذين كانوا وما زالوا خير سفراء لها، فهم بذلك يعبرون بطريقتهم الخاصة عن ذلك الحب الدفين لهذا البلد المعطاء والمنتج لطاقة بشرية قادرة أن تحقق رؤيته وتحول كل الطموحات إلى واقع ملموس.

الثالث والعشرون من شهر سبتمبر ليس باليوم الذي قد يمر مرور الكرام سواء على المملكة وأبنائها أم على البلدان الأخرى التي اصطبغت باللون الأخضر منذ اقترابه، فحب السعودية ليس مقصورا على أبنائها أو قاطنيها، بل ممتدا إلى مساحات شاسعة تتغنى بهذا اليوم وتنثر فيه أسمى آيات البهجة والفرح، فالرابطة التي تجمع المملكة بالبلدان الشقيقة متينة ومتفرعة، والمشاركة في مثل هذه المحافل ليست بالغريبة عنهم، فقد تجهزت البحرين بالعديد من الفعاليات واستعدت الكويت لتحتفل بمملكتنا الحبيبة من خلال برامج عدة، كما وجدت الإمارات فرصتها في إبراز مكانة المملكة لديها والتأكيد على «أن السعودي إماراتي والإماراتي سعودي»، وشاركت العديد من الدول بالتهنئة والتمنيات أن تدوم مملكة العز شامخة وأبيه كما اعتاد أن يراها العالم على مدار تسعة وثمانين عاما مضت.

تتسابق كل منطقة من مناطق المملكة على إظهار عرسها الوطني بالشكل الذي يترجم مدى الانتماء والوفاء لهذا الوطن وعمق الفخر بالانتساب إليه، فقد ازدانت المنطقة الشرقية بثوبها الأخضر الذي كسا قلوب أبنائها قبل أن يكسو الشوارع والمباني، وتنوعت الفعاليات فيها ما يجعل العائلة تحتار في اختيار المكان الذي ترغب أن تزف مملكتها منه، كما أن نفخ هذه الروح الوطنية في نفوس الأطفال يعتبر من أهم العوامل التي ترسخ جذور الانتماء، فيتشرب هذا الحب من الصغر ويكبر عليه.

الجميع غدا سواء أكان صغيرا أم كبيرا يحتفل بعنوان الأمان ورمز العزة ورسالة السلام التي طالما كانت شعار وطنه، فشكرا لك يا وطني، وعذرا إن خانني التعبير في وصفك، وتبعثرت الحروف أمام هالتك المنيرة الممتدة، تلك التي منحتني الفخر بأني منك وأنك مني، ويسعفني من قصيد الرافعي بيت في هذا المقام يقول فيه:

«بلادي هواها في لساني وفي دمي..

يمجدها قلبي ويدعو لها فمي».