عصام السفياني - تعز

الحوثي يلغم عقول أطفال اليمن بمناهج «الملالي» الطائفية

دمّر تحالف دعم الشرعية في اليمن، فجر أمس الجمعة، مواقع تجميع وتفخيخ زوارق مسيّرة عن بُعد وألغام بحرية تابعة للميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، في عملية استهداف نوعية شمال محافظة الحديدة.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم شرعية اليمن، العقيد الركن تركي المالكي: إنه إلحاقًا للبيان الصادر من قيادة القوات المشتركة، يوم الخميس (أمس الأول)، بشأن اعتراض وتدمير زورق مفخخ ومسيّر عن بُعد، نفذت القوات المشتركة للتحالف، فجر اليوم (أمس الجمعة)، عملية استهداف نوعية شمال محافظة الحديدة ضد أهداف معادية تتبع للميليشيات الحوثية الإرهابية، تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

» مواقع التفخيخ

وأوضح المالكي أن الأهداف المدمرة شملت (4) مواقع لتجميع وتفخيخ الزوارق المسيّرة عن بُعد، وكذلك الألغام البحرية، لافتًا إلى أن هذه المواقع تستخدم لتنفيذ الأعمال العدائية والإرهابية التي تهدّد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.

وأضاف: إن الميليشيات الحوثية الإرهابية تتخذ من محافظة الحديدة مكانًا لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والزوارق المفخخة والمسيّرة عن بُعد، وكذلك نشر الألغام البحرية عشوائيًا، في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني، وانتهاك لنصوص اتفاق (ستوكهولم) واتفاقية وقف إطلاق النار بالحديدة.

وشدد المالكي على أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تمتلك الحق المشروع باتخاذ وتنفيذ إجراءات الردع المناسبة للتعامل مع هذه الأهداف العسكرية المشروعة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مع استمرار دعمها كافة الجهود السياسية لتطبيق اتفاق ستوكهولم وإنهاء الانقلاب.

» تلغيم طائفي

وفي منحى منفصل، استعرض مجلس حقوق الإنسان في اجتماعه الأخير قبل أيام بجنيف، ورقة حقوقية تكشف استغلال ميليشيات الحوثي طلاب المدارس لخلق حاضنة شعبية، وصنع جيل جديد موالٍ لتوجهاتها الطائفية لسبب عدم امتلاكها دعمًا محليًا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأشار مُعدّ الورقة الناشط همدان العلي، إلى تنفيذ الحوثيين تغييرات واسعة في مكاتب التربية والتعليم بمجرد سيطرتهم على منطقة أو محافظة، وذلك لتحقيق هدفين أساسيين.

وقال العلي: الهدف الأول تجنيد الطلاب وإرسالهم للجبهات، بينما الثاني طويل الأمد، بتغيير هوية المجتمع وأدلجته طائفيًا.

ودلّل العلي حديثه بالقول: عندما اختطفت الميليشيات صنعاء، عيّن الحوثي شقيقه يحيى وزيرًا للتربية والتعليم في الحكومة غير المعترف بها، وأضاف: كان مؤهّله الوحيد حصوله على إجازة في العلوم الطائفية من حوزة والده بدر الدين الحوثي، والغرض من تعيينه مسؤولًا عن التعليم هو نقل فكر «قم» الإيرانية لطلاب المدارس.

» النقابة تكشف

من جهته، كشف المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي، أن الحوثيين أجروا 234 تغييرًا على الكتب الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية «طبعة 2014» دون الرجوع للجنة المناهج، ووجّهوا مديري المدارس بإجبار الطلاب على ترديد ما يُسمى بـ«قسم الولاية» في طابور الصباح.

وأوضح اليناعي أن التغييرات شملت مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ، وهو «ما يعكس حقيقة التوجه الحوثي باستقطاب النشء نحو أفكار الجماعة ونهجها العام».

وفي الورقة، لفت العلي إلى أن الميليشيات اعتمدت في المرحلة الأولى على ما يُسمى بـ «الملازم»، وذلك بتدوين محاضرات مؤسسها حسين الحوثي، ومن ثم تدريسها للأطفال والشباب في بعض مناطق صعدة وعمران والجوف؛ لتكون مناهج موازية للمعتمدة من الدولة.

وما زال عدد كبير من المدرسين والتربويين في اليمن مغيّبين في المعتقلات، ولا تعرف أسرهم عنهم شيئًا، هكذا قال العلي، مضيفًا: توفي بعضهم تحت التعذيب، وآخرهم كان علي عبدالله العمار.

ويتابع العلي: ميليشيات الانقلاب استبدلت المدرسين الذين اختطفتهم بآخرين، أكثرهم ليس لهم علاقة بالحقل التعليمي، ومؤهلهم الوحيد الانتماء العقائدي للجماعة؛ لينشروا معتقداتها الطائفية بتلغيم عقول الطلاب.

» إعاقة السلام

ويقول الناشط العلي: كثير من اليمنيين يؤمنون بضرورة إنهاء الحرب وإحلال السلام، لكن السؤال الملحّ الذي يضعونه كيف يمكن أن يتحقق السلام مع ميليشيات طائفية تدّعي أنها الأحق بالحكم، وتمارس جميع أشكال الانتهاكات والجرائم من أجل حكم البلاد بالقوة، وتستخدم السلاح لفرض فكرها المتطرف عبر المدارس وغيرها.

وأضاف: إذا توافق اليمنيون على «سلام» دون نزع سلاح الحوثيين، فلن يضمن العالم حق اليمنيين في الاعتقاد والدين.

وناشد الناشط العلي الحكومة الشرعية بحماية الطلاب والتربويين والمعلمين بإرسال المناهج المعتمدة قبل 2014 للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ورفدها بالمرتبات.

وطالب المنظمات الدولية بإجبار الميليشيات على عدم تسخير المدارس لتجنيد الأطفال واليافعين، داعيًا المسؤولين الأمميين لتنفيذ حملات توعوية لأولياء الأمور؛ للعمل على تبصيرهم برفض «تطييف» التعليم وتكريس ثقافة العنف في المدارس.