اليوم ـ بيروت

وصل التواطؤ بين حلفاء «حزب الله» في لبنان والميليشيات إلى مرحلة متقدمة في إضعاف الدولة اللبنانية.

فالحزب الإيراني نجح إلى حد كبير بإيجاد حلفاء يتحكمون بقرارات ومصير الدولة اللبنانية، بعد تعطيل عمل مؤسساتها حتى انتخاب الرئيس الحالي ميشيل عون، وبات واضحا سيطرة «حزب الله» على مؤسسات الدولة اللبنانية ومصادرة قراراتها وتسخيرها لمصلحته ومصلحة إيران.

وبعد السيطرة على القرار السياسي عبر الرئيس ووزير خارجيته جبران باسيل، جاء دور إضعاف الجيش اللبناني «رمز سيادة لبنان» ليصل إلى حافة المجاعة، وظهر جليا أن «حزب الله» وحلفاءه يريدون الإجهاز على الدولة بكل مؤسساتها، لصالح دويلة الميليشيات وإيران، كما يحدث الآن في العراق.

» عجز الدولة

ويشدد منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو، في تصريح لـ«اليوم»، على أن «هناك مَنْ يسعى على الدوام لتظهير الدولة اللبنانية وكأنها غير قادرة على تأمين متطلبات الدفاع عن نفسها أرضا وشعبا بقدراتها الذاتية وأجهزتها ومؤسساتها الشرعية».

ويرى ضو أن «تزامن أزمة تأمين السيولة لتأمين حاجات الجيش من التغذية مع اشتداد العقوبات الأمريكية على حزب الله، ومع اضطرار الحزب لخفض نفقاته وخدماته لمسلحيه يهدف إلى تظهير الجيش عاجزا عن القيام بدوره وتحمل مسؤولياته!».

» رسالة لأمريكا

ويؤكد المنسق أن «تعمّد عدم صرف الاعتمادات يمكن أن يكون رسالة يوجهها «حزب الله» إلى الإدارة الأمريكية بأنه سيرد على التضييق المالي عليه بتضييق مماثل على الجيش، الذي يراهن عليه الأمريكيون من خلال التدريب والتجهيز والهبات لبسط سلطة الدولة على أراضيها في يوم من الأيام».

وقال: «كما أن حزب الله ومَنْ يغطيه في السلطة والحكم أفقدوا لبنان والجيش فرصة الحصول على المنحة السعودية، التي كانت بقيمة 3 مليارات دولار نتيجة لإصرار رئيس الجمهورية والحكومة على اعتبار أن سلاح حزب الله ضرورة، وبالتالي على تغطية دوره وتدخلاته في العالم العربي، هكذا فإن هؤلاء يسعون من خلال تقاعسهم أو سوء إدارتهم أو تواطؤهم مع حزب الله إلى إضعاف الجيش وضرب معنوياته لتبرير استمرار ما يعتبرونه حاجة لبنان لسلاح حزب الله».