فلوة الزهراني

تعتمد بعض المعلمات آلية معينة للتعامل مع بعض الطالبات داخل «البيئة الصفية»، وقد تعد هذه الآلية هي نوع من «التجاوزات السوداء» ضمن قائمة الممنوعات والتي تخلف الأثر النفسي والعميق عند الطالبة، كالأذى «اللفظي والجسدي» عبر السخرية، والاستهزاء بشخصية الطالبة، إلى أن تصبح محطا للتهكم، والتندر من قبل زميلاتها، في داخل الصف وخارجه.

وعلى النقيض تماما تختلف آلية تعاملها كليا، فتجدها برحابة صدرها «ذوق، ولطيفة، وتمازح» فئة من الطالبات ماعدا «فئة المغضوب عليهن»، في لستة الدائرة الحمراء، لا تطيقهن، ولا تقيم لهن احتراما.

إن طالبةً واحدةً تشكل «هاجسا» لدى هذه المعلمة، فإما أن تترصد لها، أو تلقي على مسامعها بعضا من الإسقاطات غير المهذبة «إما عبر إيماءات تعبر فيها عن عدم الرضا، أو التوبيخ بكلمات نابية، أو تختصر التوجيه بافتعال «الصراخ» في وجه الطالبة مع احترامي لمسامعكم الهادئة.

بعض المعلمات يتقيدن بنهج تعليمي جيد، لكنهن ينتهزن فرص «الخلل» أيا كان لتفريغ اعتلالاتهن النفسية، فيمارسن بتجهم بعضا من «السلوكيات العدائية» تجاه طالبة معينة، مبررات ذلك بأنها طالبة «مستفزة»، حتى لو لم تقم هذه الطالبة بأي نوع من «الشغب».

فمن المحظورات التي تمارسها «معظم المعلمات» في حق طالباتهن، وأخص طالبات الصفوف الأولية، أن «تُرمى الطالبة بالقلم» ليرتطم بعد ذلك في رأسها أو على وجهها، لغرض تعديل أو تهذيب السلوك، أو لدفع الطالبة للإجابة عن سؤال، أو لتنبيه الطالبة، بيد أن طالبة أخرى لم تنتبه، أو لم تعرف حلا للسؤال، لا تتساوى في «العقاب» مع «زميلتها» (التي أكلت العلقة) مما يؤجج هذا التصرف شرارة النار والحقد في صدر زميلتها، وأيقن إن لم يكن لسان حالها يردد «اشمعنى أنا !؟ وصحبتي لا!!!» فتغص في بكائها الصامت، تهيبا لما تبقى من شخصيتها أمام صديقاتها، كي لا تنكسر وتضعف.

فمن المعيب أن يكون هذا «السلوك المشين» صادرا عن «معلمة تربوية» صانعة أجيال في صرحها العلمي، في منظومة شامخة تزخر بثروات من الموهبة، وطالبات على قدر من التميز والذكاء والتفوق، بوسمٍ من الإبداع والفنون، والخلق الرفيع.

فمن المفترض أن تُبنى العقول بالعلم سلاحاً لا للجهل، ويبنى السلوك بالتوجيه، والإرشاد الحسن، لا بالنقد الهدام، وقصقصة الريش، وكسر الخواطر، والتجريح.

عزيزتي المعلمة إن كان «ديدنك» استخدام «سياط الرهاب»على الطالبات، وإقامة اللاعدل واللامساواة، في توزيع «المعززات المعنوية، والمادية» لتستهويكِ طالبة دون أخرى، فاعلمي أنك نثرتِ، وزرعتِ، وستجنين حصادا تلتقفي من ورائه ألما تتكبدين عناه ما حييتِ..

«فالرهاب التعليمي والتربوي» هو «المحفز الأول» لبيئة الصراعات الصفية، والعدائية، واستنبات نماذج مكررة مدمرة مخرجاتها «الجبانات، والمهزومات، والمنافقات، والحانقات مغلولات الصدر» تكره العلم وتذم المعلم.

عزيزتي المعلمة الموقرة صاحبة الرسالة

لو تأملتِ مكانتك التعليمية، ووجدت أن سلوك»قرصة الودن«لابد منه اعتبارا في ظنك اليسير أنه آلية ناجحة لرفع وتحسين مستوى الأداء التعليمي لدى الطالبة، فقد أضعتِ الصواب، وأفقدتِ التعليم مزاياه الحقيقية بهذا التصرف المنتقص، والذي لا يليق بمكانة العلم، ولا بمصاف التربية، وإلا من باب أولى من يعد في أمس حاجة»لقرصة الودن«هو»أنتِ«نعم أنتِ..حتى تمعني النظر في الأسباب، حول إخفاق الطالبة، وتستعيني»بخطة علاجية مشتركة«لتحسين أدائها التعليمي دونما»قرصة الودن«هذه.

قد يضيق صدر المعلم من أعباء التعليم مما يزيد الطين بلة، فيظلم الطالب تحت هذه الضغوط، التي لا ذنب له فيها، فيعامل بالإساءة، أو التجاهل، أو إلغاء الوجود، وإما برمي بالقلم، أو يضرب بالكتاب؛ لأنه غبي في نظر معلمه، أو مستفز.

ختاما

مثلما يتعلق الطفل»بالأبطال الخارقين«لأنهم رموز القوة، والدفاع، وعدم الاستسلام، أما من العشم أن يصبح المعلم هو أيضا»البطل الخارق، والمؤثر بدوره لخلق أنموذج حقيقي يبهر الطلاب بحبه، وعطائه، والشغف الكبير لثقتهم به!