عمار العزو

ليس غريباً أن يَفخَر السعوديون بوطنهم ليباهوا به الدنيا، وليس غريباً أن يَسكُنهم عشق الوطن ويضربوا أجمل معاني الانتماء والولاء، يعطونه حبهم وإخلاصهم ويعطيهم الحضن الدافئ.

يسقونه التفاني في العمل والإنتاج ويرويهم شيئاً من سر الوجود. ولأن الوطن للسعودي ثمين وغالٍ، فهو كالهواء دونه لا تستطيع العيش. يتنفس إنسان هذه الأرض المباركة الطيبة من نفس رئة الوطن ويسري حبه في عروقه. يحفظون الوطن بين ضلوعهم ويحتضنهم الوطن بداخله كأمٌ تحتضن أطفالها بابتسامات وزغاريد فرح لتزرع فيهم نبض الحياة وتسقيهم من أكسيرها.

اليوم الوطني ليس كباقي الأيام، إِنَّه ميلاد أمّة ومسيرة حياة، فمنذ الأزل وعلى مر التاريخ كانت أرض المملكة المباركة هي التاريخ والجغرافيا والإنسان. إنّها وطن ينبض بالحياة، ويغزل من خيوط الشمس الذهبية سراً من أسرار الكون بأن المملكة حاضرة في كل زمان ومكان ولأبنائها الفخر بأن يتباهوا بهذه الأرض بين الأمم، وما عليهم اليوم إلاّ مواصلة البناء والعمل الدءوب المخلص لأرضهم وترابهم.

هنا في المملكة حب الوطن يعبق بروائح من ماضٍ عريق، لم تتوقف قوافله لحظة عن المسير للمستقبل بثقة، ولم تنحن هامات وقامات أبنائه أمام العواصف والظروف الصعبة.

صفحات بطولية خالدة قامت بها قيادة المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- لتأسيس المملكة وتوحيدها تحت راية الإسلام، بل وأعَزّ الرايات، راية لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، وبناء كيان للجميع عماده الإنسان وهدفه حياة الإنسان.

وقد تواصلت المسيرة منذ البدء، وكل حقبة فيها تُكمل ما بدأته الحقبة التي قبلها، وفي كل عهد هناكَ مُنجَزٌ يفتخر به كل سعودي وعربي ومسلم، بل وكل مُنصِفٍ في هذا العالم. لقد أضاء قادة هذه البلاد دروب العطاء والإنجاز ومسيرة البناء لأبناء هذا الوطن، وأضافوا، كلٌ في زمنه، لبنات عطاء ومنجزات حضارة وشواهد فريدة على التطور المتسارع في هذا الوطن الطموح.

والوطن اليوم، في عهد سلمان الحزم وولي عهده الشاب الطموح سمو الأمير محمد بن سلمان يواكب السير بتسارع مدروس نحو الريادة والإبداع ورسم معالم المستقبل والوصول إلى مصاف الدول المتقدِّمة، وما رؤية المملكة 2030 إلاّ خارطة طريق المستقبل المُزهِر، هذه الرؤية التي استحضرَت الغد ليكون اليوم متاحاً للمملكة وأهل المملكة.

لقد أدرك سمو ولي العهد أن مستقبل الأمّة يكمن في قدرتها على استثمار ثرواتها واستغلال طاقاتها وتنويع مصادر دخلها، وتحقيق القدر الأكبر من التوازن والمنعة، التي تضمن استمرارية المسيرة واستقلالية الوطن ونهضته المنشودة،

والتطورات التي شهدتها المملكة تؤكد النظرة الثاقبة لسموّه وقدرته على استقراء المستقبل.

• خاتمة: لم أكن أعرف أن للذاكرة عطرا، وهو عطر الوطن.. حفظ الله الوطن.