د. ريم الدوسري

أطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برنامج مواسم السعودية 2019 والذي يتضمن إحدى عشر موسماً تشمل معظم مناطق المملكة وكانت باكورتها المنطقة الشرقية. تشمل هذه المواسم حزمة من البرامج و الفعاليات الكبرى والتجارب السياحية، الثقافية، الرياضية والترفيهية وغيرها من الأنشطة المليئة بالفرح والبهجة لجعلها تجربة ثرية لزوار هذه المواسم. يكتشف الزائر من خلالها أسرار المناطق كطبيعتها الجغرافية، وثقافتها.

تأتي هذه المواسم للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة من خلال رفع مستوى جودة الحياة للمواطنين، وبناء مجتمع حيوي. والهدف من هذه المواسم جعل المملكة إحدى أهم الوجهات السياحية عالمياً. المملكة العربية السعودية بفضل من الله تمتلك جميع المقومات السياحية التي تؤهلها لتكون وجهه مميزة فهي بيئة خصبة تحتوي على ثروات وكنوز طبيعية، أثار عريقة، و وتراث ينافس الكثير من الدول. بل نتملك كل أدوات النجاح وأهمها العقول النيرة -كنوز بشرية- والموقع الجغرافي لنكون الوجهه الأولى عالمياً في السياحة.

انطلقت هذه المواسم في عامها الأول كتجربة بكر، للتأكد من جاهزية البنية التحتية و اكتمال منظومة الخدمات وقدرات القطاعات ذات العلاقة لإطلاق قطاع السياحة في المملكة. ذلك كله سيشجع تفعيل السياحة و الزيادة في الإنفاق الداخلي وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. حان الوقت أن يصبح دهنا في مكبتنا. ينفق السعوديين الملايين بل المليارات على السياحة خارج المملكة وجاء الوقت أن تنفق هذه الاموال في الداخل لتشجيع الاقتصاد الوطني، ذلك سيجذب الاستثمار الأجنبي ويوفير فرص عمل للشباب في المجال السياحي.

مواسم السعودية بالرغم من أنها في نسختها الأولى إلا أنها أثبتت تميزها وأنها في مسارها الصحيح بالرغم من وجود التحديات. التخطيط والتنظيم هو المسيطر على المشهد وكأن القائمين على تلك المواسم يمتلكون خبرات لسنوت وليست التجربة الأولى، بل واكتسبوا خبرات فريده ستجعل المواسم القادمة باذن الله مكتملة الأركان بتجاوز التحديات واستغلال الفرص والعمل على زيادة الإيجابيات.

نعيش بالمملكة حقبة زمنبة تنقلنا من الجميل للأجمل وهذه المواسم تروي عطش جميع شرائح المجتمع واحتياجهم للثقافة، التراث والترفية بمختلف الأعمار، والبيئات والرغبات. والجدير بالذكر أن حق الاختيار مكفول في تحديد الفعالية المناسبة للأفراد بتنوعها بدون وضع الجميع في قالب واحد وتعميم التجربة، كل حسب رغبته دون اجبار. تتمكن العائلة من قضاء يومها في أجواء أسرية ترضي جميع الاذواق بضوابط تتناسب مع المجتمع السعودي.

المدن في المملكة لديها زخم من الحكايا والقصص، تراث وثقافة لابد أن تحكى للأجيال القادمة ليتعرفوا على ثقافتهم وهويتهم. المحافظة على الهوية والتاريخ للتتوارثة الأجيال مطلب أساسي وهو مدعاة للفخر لنشارك به أبنائنا والزوار من الخارج لنحكي لهم عن تاريخنا وعروبتنا. مايثلج الصدر أن كل منطقة تتنافس لتظهر أجمل مالديها من خلال العمل الدؤوب للتحقيق رؤية طموحة.

حققت مواسم السعودية نجاح مبهر رغم كل مايثار من المتشائمين والحاقدين والأصوات المزعجة خارج الوطن التي يسؤها تقدم المملكة ونجاحها وازدهارها، ونقول لهم نحن ماضون رغم أنوفكم.

شكراً هيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لجهودكم وننتظر منكم المزيد.