حسين السنونة - الدمام

أبهرت الحضور رغم صعوبات الإنتاج والمشاركة

حصدت مسرحية «الباب المفتوح» التي قدمتها فرقة «النورس» مؤخرا في مهرجان «طقوس الثاني» بالأردن، جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل ممثلة، وحصلت عليها الفنانة لين السيوفي، فيما ترشح الفنان ناصر عبدالواحد لجائزة أفضل ممثل، كما نالت إشادات كثيرة من النقاد والجمهور.

» صعوبات العرض

وقال مخرج المسرحية ياسر الحسن : «لم تكن مهمتنا سهلة إطلاقا من صعوبات الإنتاج إلى مشاركتنا بالمهرجان، عملنا كفريق عمل على نظام «القطية» لدفع مصاريف العمل وتكاليف تذاكر السفر، مع محاولات حثيثة للبحث عن راعٍ بدون فائدة، وإقامة البروفات فوق السطوح لعدم إيجاد مكان لنتدرب فيه، ولكن مع كل هذه الصعوبات إلا أننا كنا نمارس لعبة المسرح بكل حب لننافس وسط الكبار كممثلين للمملكة بمهرجان «عشيات طقوس» الدولي المسرحي بالأردن».

أوضح «الحسن» أنهم يشاركون للمرة الثالثة في المهرجان، بعد العرض المسرحي «أماني» عام 2016 و«الشرقي الذي فقد» في 2017، مؤكدًا أن لكل تجربة منهم مغامرات مسرحية، فأثار «الباب المفتوح» الدهشة وتصفيقا حادا من الجمهور، وسط إشادة من الفنان الكويتي القدير عبدالعزيز الحداد موجهاً لنا التحية بقوله: «بيضتوا وجوهنا»، والتي طيبت قلوبنا وأدركنا أننا على المسار الصحيح.

» طابع «الحكواتي»

وأوضح الناقد البحريني جاسم العالي: إن المسرحية أخدت طابع «الحكواتي» والفرحة الشعبية، واصفًا إياها بأنها من أفضل المسرحيات، التي قدمت بالمهرجان سواء على مستوي التمثيل والإخراج والبناء الدرامي للعمل.

وأضاف قائلا : «تشرفت بمشاهدة أكثر من عمل للمخرج ياسر الحسن، ولكنني في هذا العرض لاحظت تطور أدواته كمخرج وذهابه إلى عمق الفكر، وأن هذا العمل تناول المخرج فيه أسلوب المسرح داخل المسرح وبساطة استخدام الملابس والديكور والإضاءة التي وظفها بإتقان، رغم بعض الأخطاء البسيطة في الإضاءة واللغة إلا أنها لم تؤثر على العمل، خاصة أنه نافس على أكثر من جائزة مثل أفضل ممثل وممثلة ومخرج، وحصلت ممثلة العرض لين السيوفي على جائزة لجنة التحكيم، وأوجه التهنئة للمملكة ولجميع فريق العمل ومخرجهم الصديق ياسر الحسن على هذا الإنجاز».

» خطاب فلسفي

وقال الناقد والكاتب المسرحي العراقي رياض السكران: سعى مؤلف ومخرج العرض إلى تحميل نصه خطاباً فلسفياً، ووظف ضوابط واشتراطات هندسة الخطاب الجمالي في صياغة معمار النص المسرحي، ليحقق بعدًا تجريبياً جديداً في عملية كتابة النص المسرحي، فضلاً عن ذلك صاغ خطابه الدرامي بأسلوب يثير الرغبة في التفاعل ويحفز مجسات التواصل بين النص والمتلقي، وبذلك يكون خلق معادلة التفاعل بين طرفي العملية الإبداعية المرسل والمتلقي».

تدور المسرحية حول ثلاثة غرباء أتوا كل غاية لصاحب البيت ليتفاجأوا بوجود سمسار يبيع الباب فقط، وكل مرة يأتي لهم بمواصفات مختلفة لبيع الباب لمشتر وهمي، هؤلاء الثلاثة كل له قصة وغاية من المجيء، فالموظف الذي يعاني من زوجته واضطهادها وخيانتها له مع مديره، الصديق الذي يشتغل بمهنة مهرج للترفيه ويرفضها ويحاول إثبات نفسه ممثلا أكثر من كونه مهرجا، والفتاة التي استغلها مديرها في الشركة بسبب خطأ مالي لم تستطع تجاوزه.

ويستمع الثلاثة لأصوات من خلف الباب تثير فيهم المخاوف والقصص، التي تنتهي بدخول المهرج إلى الباب بعد أن استقر عليه مزاد السمسار، بينما تبقى الفتاة والموظف ينتظران عودة صاحبهما دون فائدة لينشأ حوارهما الأخير ويتسائلان : هل يخلان أم يهربان؟ ثم يأتي المزاد الأخير ليحسم الأمر.