محمد حمد الصويغ

بين حين وحين يكرم نادي الأحساء الأدبي الرموز الإعلامية والثقافية والأدبية بالمملكة، وتلك عادة حميدة، بدأها النادي منذ انتخاب الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري رئيسا له، وهي عادة نتمنى أن تستمر لما لها من مردودات إيجابية عديدة تعكس أهمية ما زاولته تلك الرموز من أنشطة متميزة، وقد اختار النادي قبل أيام شخصية مرموقة لعبت دورا حيويا في المجال الإعلامي السعودي هو الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي - رحمه الله - لتكريمه، وهذا الرمز الكبير كان له الفضل - بعد فضل الله - بدعم من القيادة الرشيدة بالمملكة، في تأسيس عدد من المؤسسات الإعلامية التي كان لها الدور الريادي في رسم ملامح الإعلام السعودي لأول مرة.

وسوف تبقى الخطوات الأولى التي رسمها الشبيلي لتأسيس الإعلام السعودي ماثلة أمام الجميع، فقد كانت تلك البدايات الحيوية نبراسا مضيئا لأجيال جاءت بعده واستفادت من أفكاره الثرة والمتميزة في عالم الإعلام الواسع، حيث كان لكتبه ودراساته أثرها البالغ في عقول طلاب الإعلام في الجامعات السعودية، فقد ترك إرثا هاما لمن بعده تمثل في 55 مصنفا تضمنت كتبه ومحاضراته حول الإعلام، وقد تجاوبت أسرة الفقيد مع النادي في إقامة هذا التكريم نظير ما قدمه الشبيلي لوطنه من خدمات جليلة.

وكما أكد رئيس النادي فإن الدكتور الشبيلي «قدم الكثير فعطاؤه كنز ثمين تؤرخه سجلات الساحات الأدبية والإعلامية لبلادنا، فقد كان عضوا سابقا في مجلس الشورى السعودي، وحاز على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 2017م، ووثق سيرته قبل رحيله في كتاب يعد من أهم كتبه» وهو تأكيد يتناغم تماما مع ما قدمه الشبيلي في حياته من إنجازات يقف على رأسهات تأسيسه لإذاعة وتلفزيون الرياض، حيث شغل بعد مرحلة التأسيس منصب مدير عام التلفزيون، ثم شغل منصب وكيل وزارة الإعلام فيما بعد، ثم اختير لعضوية مجلس الشورى السعودي لثماني سنوات ولعضوية مجلس الإعلام الأعلى.

وقد كان الشبيلي أستاذا بجامعة الملك سعود، ووكيلا لوزارة التعليم العالي، ورئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة، وقدم الكثير من البرامج السعودية التلفازية من أشهرها «شريط الذكريات» وبرنامجه الشهير الثاني «مؤتمر صحفي» وبرنامجه التلفازي الثالث «حديث الأصدقاء» حيث استضاف فيه الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - واستضاف فيه أيضا الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما كان أميرا على الرياض، واستضاف أيضا الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - و كبار المسؤولين بالدولة.

وله كتاب شهير يعد الأول من نوعه لرصد الحركة الإعلامية الأولى بالمملكة هو «نحو إعلام أفضل» وكتاب آخر لا يقل عنه أهمية هو «أعلام وإعلام» ويعد الشبيلي - رحمه الله - من أهم رجالات الإعلام بالمملكة، وقد بذل قصارى جهده لتأسيس أولى المنجزات الإعلامية وعلى رأسها إذاعة وتلفزيون الرياض، ولا شك أن الخطوة التي اتخذها نادي الأحساء الأدبي بتكريم هذا الرمز الكبير من رموز الإعلام السعودي تمثل جانبا مهما لتبيان ما أنجزه الشبيلي من خدمات جليلة، وتضاف إلى خطوات سابقة قام بها النادي لتكريم العديد من الرموز الهامة في هذا الوطن المعطاء.