عبدالعزيز الجبر

في الشهر الماضي دعت رئاسة أمن الدولة عددا من الإعلاميين ومشاهير التواصل الاجتماعي لزيارة سجن المباحث العامة في محافظة جدة، حيث كان لحضور مهرجان يساهم فيه النزلاء بمواهبهم الفنية المتنوعة، وقد كان المهرجان برعاية معالي رئيس أمن الدولة بعنوان «مهرجان أجنحة برامج إدارة الوقت»، ليحول ذلك السجن إلى معرض فني يبدع فيه النزلاء بتنمية مهاراتهم، ويعزز الثقة لديهم ويساعدهم على استثمار الوقت بصقل مواهبهم.

ما شد انتباهي في هذه الزيارة هو الجهود المبذولة من قبل إدارة سجون المباحث العامة، وبث روح الحياة المجتمعية الطبيعية بين النزلاء وإشعارهم بأهميتهم وأهمية أوقاتهم، بإطار إنساني رائع، وبالتالي فإن المملكة العربية السعودية هي نموذج فريد في التعامل مع السجناء ولا أعتقد أن هناك دولة في العالم تستطيع أن تتفوق عليها في معايير حقوق الإنسان، وهذه ليست مبالغات ولا تمنيات، بل هو واقع واضح وملموس، فمن النادر جدا أن تجد دولة تفتح أبواب سجونها للإعلاميين ومشاهير التواصل الاجتماعي وبهواتفهم النقالة؛ لينقلوا لنا صرحا رياضيا واجتماعيا وترفيهيا وليس بسجن تقليدي كما يعرفه الكثيرون.

المملكة العربية السعودية حازمة وصارمة في تطبيق الأنظمة والقوانين للمحافظة على الحقوق وعلى أمنها العام، وفي المقابل تقدم يدها الحانية لأبنائها الذين ارتكبوا أخطاء قد تجاوزوا فيها بعض تلك الأنظمة والقوانين مما استدعى إيقافهم، فحكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- حريصة على هؤلاء الفئة من أبنائها لتأهيلهم وإصلاحهم والارتقاء بفكرهم بعيدا عن فكرة الانتقام التي ربما تنتهجها بعض الدول، وبالتالي هي لا تنتقم من أبنائها بقدر ما تعمل على بناء الإنسان واحتوائه وإصلاحه، ليعود عضوا فعلا في المجتمع يشارك الجميع في بناء وطنه.

حقيقة كانت زيارة مبهرة وأعمالا تستحق الشكر، ولا يكفيها عدد من الأسطر لشرح ما رأيت؛ لأن ما رأيته يفوق الوصف، فشكرا لرئاسة أمن الدولة على دعوتهم، وشكرا لإدارة سجون المباحث على هذا الرقي الإنساني الذي أبهرني كما أبهر زملائي المدعوين.