كلمة اليوم

تحرص المملكة أشد الحرص على كل ما يجنب السودان الشقيق شرور التدخلات الأجنبية في شأنه، والعمل على تجنيبه كافة الفتن والنزاعات والاضطرابات كما هو الحال في الأحداث السودانية الأخيرة حيث نادت المملكة بإعلاء شأن الوحدة الوطنية لهذا الشعب، والبحث عن أفضل القنوات المؤدية لاستقراره وتجنب الخلافات السياسية الهامشية الطارئة التي كادت أن تؤثر في خضم تلك الأحداث على وحدة وتماسك الشعب السوداني الشقيق، وقد حرصت المملكة على تجنيب السودان الخوض في غمار التجاذبات السياسية التي من شأنها المساس بسيادته واستقلاله.

وتنطلق المساعدات السعودية اللامحدودة للأشقاء في السودان في كل الأحوال من منطلق أخوي، ساهمت المملكة وفقا لأحجامه في تخفيف الأعباء الاقتصادية التي عانى السودان منها في فترات عديدة، بما يرسم اتجاه المملكة الدائم للوقوف إلى جانب الأشقاء في السودان لدعم أوضاعهم الاقتصادية، فالمجالات الإغاثية والإنسانية كانت نصب أعين القيادة الرشيدة بالمملكة، وقد اتضحت صورة من صور تلك المجالات في إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية للسودان لمواجهة الظروف الصعبة التي مر بها في الآونة الأخيرة، وقد عرف عن المملكة دعمها السياسي والاقتصادي الكبير لهذا البلد الشقيق.

وترتكز تلك المساعدات على دعم العلاقات الأخوية القائمة بين الرياض والخرطوم، وهي علاقات ضاربة في القدم، ويهم المملكة دائما الوقوف إلى جانب الأشقاء السودانيين في كل الحالات لدعم استقراره وأمنه وسيادته وإبعاده عن الخلافات والمشاحنات والفتن، والعمل على رأب الصدع حفاظا على وحدته الوطنية وتماسكه وإبقائه داخل حظيرته العربية، وإزاء ذلك نادت المملكة بحل أي خلاف ينشب بين الأشقاء في السودان والعمل على وحدة الصف السوداني وإبعاده عن شبح الإرهاب والأزمات، وهذا الدعم السياسي والاقتصادي ينبع في أساسه من مضامين الأخوة التي تجمع بين البلدين والشعبين.

وعلى طريق دعم الاقتصاد السوداني فقد دأبت المملكة على تجذير الشراكات بين البلدين لاسيما في المجالات الزراعية، بحكم أن الأراضي السودانية تمثل مجموعة من الواحات الزراعية الكبرى التي يمكن استثمارها بما يعود على الشعب السوداني بخيرات وفيرة، ويعمق من أواصر التعاون بين الطرفين السعودي والسوداني في مختلف مجالات وميادين التعاون ومن بينها استثمار التعاون في المجال الزراعي، والعلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين تسمح بإقامة سلسلة من المشروعات المشتركة فيما بينهما والتي تصب كلها في روافد المصالح المشتركة السعودية السودانية، كما أن تجانس الرؤى بين البلدين حيال مختلف القضايا العربية والإسلامية والدولية يخولهما المشاركة بشكل فاعل لحلحلة الأزمات العالقة في كثير من أقطار وأمصار العالم.