د. ريم الدوسري

نظام التعليم في المملكة العربية السعودية تدرج من الكتاتيب إلى المدارس الخاصة ومن ثم المدارس الحكومية، حقق منذ بدء تأسيسه في عام 1344هـ إنجازات عديدة كتوفير التعليم المجاني لكافة المراحل والمساواة بين الذكور والإناث في الفرص التعليمية المتاحة. الجدير بالذكر أن النظام التعليمي بالمملكة مازال يواجه تحديات معاصرة على الرغم من كل الإنجازات. ولمسايرة التقدم والنمو الذي تشهده المملكة تولي وزارة التعليم اهتماما كبيرا للعملية التعليمية من خلال وضع خطط تطويرية لمواكبة الثورة المعرفية.

صرح معالي وزير التعليم الأسبوع الماضي بقرار إسناد تدريس الصفوف الأولية للذكور إلى المعلمات في أكثر من 1400 مدرسة. الصفوف الثلاثة الأولية هي أولى مراحل التعليم النظامي التي يلتحق بها الطفل من عُمْر السادسة والتي تعتمد على نِظام مُعلِّم الصف الذي يدرس في الغالب جميع المواد. تعتبر مرحلة حساسة فهي اللبنة والركيزة الأساسية للطالب وتعنى بتدريب الطفل على عدة مهارات أساسية كالحركيّة، والعدديّة، واللغويّة. كما يتم ترسيخ الاتجاهات والعقيدة السليمة وإعداد النشء بالتركيز على الجوانب النفسية والسلوكية وغرس قيم عديدة كالوطنية وإعداد الطفل للمراحل الدراسية القادمة.

إسناد مهمة تعليم الطلاب البنين إلى المعلمات أمر غاية في الأهمية لما لهذه المرحلة العمرية من حياة الطفل المدرسية بالغ الأثر. وكما يقول المثل الشعبي «العود على أول ركزته» هذه المرحلة هي مرحلة تأسيسية للطفل وتشكل مستقبله التعليمي فلابد من إيلائها كل الاهتمام والحرص الشديد.

أثبتت الدراسات (لام، ٢٠٠٩؛ كريج، ٢٠٠٥) أن تدريس المعلمات لمرحلة الصفوف الأولية نتائجه إيجابية وأفضل من حيث أداء الطلبة وتحسين نواتج التعليم مقارنة بتعليم المعلمين. وذلك لأن المعلمة لديها قدرة أكبر وتمتلك مهارات تساعدها في التعامل مع الأطفال في هذه المرحلة العمرية. وجود المعلمة سيتيح للأم متابعة طفلها من خلال التواصل المباشر بشكل أيسر وأفضل وزيارة الطفل باستمرار في مدرسته مما يساعد في استقراره النفسي. كما أن تدريس الكوادر النسائية للصفوف الأولية سيخلق جيلا أكثر استقرارا، واعيا، لديه القدرة على التعامل مع المرأة فيما بعد.

على الرغم من كل هذه المنافع وغيرها الكثير التي لا مجال لذكرها مازالت هناك مقاطع سلبية تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشأن والتي تغرس في عقول الأبناء الثقافة العدائية، الهياط، العنف والتنمر على المعلمة (المرأة). ونسينا أن الصحابة كانوا يأخذون العلوم الفقهية من السيدة عائشة رضي الله عنها بل كانت مرجعا يرجعون إليه. التربية السوية والتعليم المميز والنظام الصارم تصنع فردا واعيا سليما. وأخيرا وجب التنويه بأن المسألة اختيارية وليست إجبارية، فلم يتم إلغاء وإيقاف مدارس البنين في المملكة ويحق لولي الأمر أن يختار المدرسة التي يلتحق بها ابنه.

ولدينا طلب من معالي الوزير فضلا وليس أمرا بإقرار الموسيقى في مناهجنا فهي تهذب النفس وتنسف الكراهية والأفكار المتطرفة وتسمو بالروح وترقى بالإنسان