أمجاد سند، تماضر الوصيفر - الدمام

دراسة الجامعة حلم فتيات الصم وضعيفات السمع

طموح عال يصطدم بالإحباط في عديد من محاولات لحلم كثير من خريجي الصم وضعيفي السمع بإكمال دراستهم في الجامعات بالمملكة، لكن تقف عقبة أمام آمالهم في أن يتم رفضهم من قبل الجامعات، وحالات أخرى تلتحق لكنها تجد صعوبة في عدم ملاءمة منهج الدراسة أو لصعوبة التواصل ما يملي عليها ترك الدراسة.

» إحباط شديد

وأكدت بشرى الرويحي أنها تطمح لإكمال دراستها والالتحاق بالجامعة، وقالت: «لي ما يقارب خمس سنوات أقدم على الجامعات دون وجود فرصة بالقبول، ما يسبب إحباطا لنا، دون مستقبل بالتحاق جامعي ولا وظيفة تدعم حياتنا».

فيما قالت منى الشهري: «من الأهمية أن تفتتح الجامعات مسارا خاصا لضعيفي السمع وذوي الإعاقة، ولا بد من وجود المترجمات؛ لكونهن حلقة وصل بين الطالب والأستاذ الجامعي، والمفترض أن كل جامعة تفتح قبولا لهم بأي مجال».

بدورها، قالت أحلام الزهراني -طالبة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تخصص الرياضيات-: «كان التعامل مع الأكاديميات النساء أسهل من الرجال من ناحية قراءة شفاه الدكتورة وإيماءات الوجه، أما الدكتور فلأنه يشرح من خلال شاشة فيصعب علي فهم ما يقوله، وفي إحدى المرات غضب علي دكتور إحدى المواد لعدم مقدرتي على الإجابة كوني ضعيفة سمع ورفضه للتواصل برسائل آنذاك، مما سبب لي إحراجا وقررت ترك الجامعة».

3 عوامل تحدد نجاح أو فشل زراعة القوقعة

عزا مختصون أسباب ارتفاع نسبة الإعاقة السمعية إلى قلة الوعي، وزواج الأقارب، وتدني مستوى التثقيف الصحي لدى النساء الحوامل اللاتي يتناولن أدوية من دون استشارة الطبيب، ما يعرض الجنين إلى احتمال الإصابة بعوق سمعي، لا يتم الكشف عنه إلا بعد الولادة، فيما قدرت الجمعية السعودية للإعاقة السمعية عدد المصابين بنحو 250 ألف معوق سمعي، بين صمم تام، وضعف سمعي، وتشمل هذه الأعداد فئات النساء والرجال والأطفال.

وأوضح المختصون أن أبرز مشكلات يواجهها الصم تتمثل في قطاع التعليم، فعدد من طلبة الصم والبكم وصلوا إلى المرحلة الثانوية، وهم غير قادرين على كتابة أسمائهم، فافتقاد مناهج خاصة بالصم، وغياب التهيئة البيئية، وعدم وجود روابط بين المدرسة والمنزل، كلها عوامل تسهم في افتقاد العلاقة بين التعليم وفئة الصم، وبالتالي يصبحون غير قادرين على مواكبة التعليم.

وعلى الرغم من صدور قرار بقبول الصم في الجامعات المحلية منذ العام 1422هـ، إلا أن نسبة القبول محدودة بشكل كبير.

«اليوم» رصدت عدة آراء متفرقة لمسؤولين في الجامعات حول قبول الجامعات لفتيات من ذوي الإعاقة السمعية موضحين وجود آلية دراسة في القبول لكن يشوبها الكثير من الغموض.

أكد عضو مجلس الشورى د.ناصر الموسى لـ«اليوم» أنه إلى الآن لم يتم تنفيذ فعلي وتطبيق يسهم بحل مشكلات كثيرة، رغم وجود أنظمة لمجلس الشورى في مطالبته بالتوسع في قبول ذوي الإعاقة في الجامعات وتوفير البيئات المناسبة لهم، وهذا يدل على اهتمام المجلس.

وأوضح الموسى أنه صدر عن لجنة التعليم بالمجلس نظام تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة تناول قضية دراسة ذوي الإعاقة في الجامعات، كل الطلاب ذوي الإعاقة تناولهم هذا النظام وتناول قضية قبولهم وعن كيفية قبولهم وبعد قبولهم وما الخدمات التي تقدم لهم ومن الذي يتابعهم.. وغيرها.

وأضاف: «هذا النظام أسميناه (نظام تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة) وصدر عن المجلس قبل سنتين عند المقام السامي وعالج كل الأمور من بينها قضية القبول».

ولفت إلى توصية صدرت عن المجلس برقم 34041 في تاريخ 25-7-1438هـ، بعد الاطلاع على تقرير لجنة التعليم والبحث العلمي للمجلس، تضمنت من بين القرارات: «التوسع في استيعاب الطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات بما يتناسب مع خصائصهم وإمكاناتهم».

عضو شورى لـ ^: لا يوجد تطبيق فعلي لقبول ذوي الإعاقة في الجامعات

ولفت عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك فيصل د.محمد الفريدان إلى أن الجامعة تقبل من ضعيفي السمع وليس الصم، وشكلت لجنة لهذا الغرض في النظر في قبول الصم وتواصلوا مع جامعة الملك سعود للاطلاع على تجربتهم، مشيرا إلى أن التجربة لم تكن بالقدر الكافي من النجاح، وفي تشكيل اللجنة سيتم العمل على تسهيل عملية التواصل بين الصم وأعضاء هيئة التدريس، لافتا أنه لم يتم حتى الآن تنفيذ آلية القبول.

تجربة جامعة الملك فيصل لم تنجح

أوضح وكيل جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل للشؤون الأكاديمية الدكتور غازي العتيبي أن الجامعة تقوم حاليا بدراسة تهيئة البيئة التعليمية لقبول الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية والبصرية وتهيئة البيئة التعليمية بما يتناسب مع احتياجاتهم، واختيار البرامج الدراسية المناسبة لهم والمرتبطة بسوق العمل؛ وذلك بهدف تمكين هذه الفئة من استكمال تعليمهم والمساهمة في التنمية الوطنية. وتدرس الجامعة خيارات عديدة تعتمد على درجة الإعاقة، ومنها الدمج الكامل أو تخصيص فصول مستقلة تراعي احتياجاتهم التعليمية.

وأكد د.العتيبي حرص إدارة الجامعة -وعلى رأسها معالي مدير الجامعة د.عبدالله الربيش- على تسهيل استكمال التعليم لهذه الفئة الغالية على قلوبنا وتهيئة كل ما من شأنه تقديم تجربة تعليمية متميزة لهم.

أوضح الاستشاري النفسي الإكلينيكي د.ماطر الفريدي أهمية تقديم الدعمين النفسي والاجتماعي والتخفيف من المعاناة العاطفية والجسدية للأشخاص الذين يعانون من الصمم، مؤكدا أن التدخل النفسي المبكر من شأنه أن يخفف من التوتر بشكل كبير، وكذلك المساعدة المباشرة للأشخاص المصابين من خلال تقديم المعلومات والتثقيف وتوفير الاحتياجات النفسية والاجتماعية لهم كاحتياجات السلامة والأمان والاحتياجات النفسية واحتياجات الحب والانتماء واحتياجات التقدير وكذلك احتياجات تحقيق الذات.

شروط وعوامل مجتمعية وتربوية لدمج الصم في التعليم

التدخل المبكر يساعد الحالات المصابة

أوضح استشاري أنف وأذن وحنجرة، رئيس برنامج زراعة القوقعة في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، د.خبتي المهنا أن التأخر في العلاج أو عدم المداومة على عملية التأهيل السمعي والكلامي بعد الزراعة يعتبر جزءا لا يتجزأ من نجاح العملية، مشيرا إلى أن نجاح العملية يعتمد وبشكل رئيس على حماس الأهل ثم على أهلية مركز التأهيل ثم عملية زراعة القوقعة التي يقوم بها الجراح، مبينا أن تكلفة عملية زراعة القوقعة في المتوسط ١٦٠ ألف ريال غير فترة برنامج التأهيل السمعي والكلامي.

وقال المهنا: «هناك عوامل أخرى تضعف من نجاح الزراعة ألا وهي تأخر النمو الذهني وتدني نسبة الذكاء بالإضافة إلى تشوه القوقعة التشريحي».

» القوقعة الإلكترونية

وردا على سؤال قال: «زراعة القوقعة هي عملية جراحية يُغرس فيها جهاز إلكتروني داخل الأذن الداخلية للمساعدة على السمع، وينقسم الجهاز إلى قسمين: الأول داخلي يسمى القوقعة المزروعة، والثاني خارجي يسمى المبرمج أو معالج الكلام، حيث يزرع الجزء الأول أثناء العملية، بينما يُركب الجزء الثاني بعد العملية بأربعة أسابيع، ولا تُعيد زراعة القوقعة السمع للأشخاص المصابين بضعف السمع إطلاقا وإنما تعمل على تحفيز العصب السمعي مباشرة بتجاوز الجزء التالف والمختص بالسمع في القوقعة الطبيعية، فالجهاز يرسل إشارات كهربائية مباشرة لعصب السمع والذي ينقلها بدوره إلى الدماغ، وتناسب القوقعة الإلكترونية الأطفال المصابين بالصمم قبل أو بعد تعلمهم للغة، ولكن لا تُجرى في البالغين قبل اكتسابهم للغة، أي أنها إذا مضى أكثر من خمس سنوات على الإعاقة السمعية فإن العملية تكون بلا جدوى، وكلما تمت الزراعة في سن مبكر تكون النتائج المرجوة أفضل، بل إن هناك أطفالا تمت الزراعة لهم وبعد عدة سنوات أصبح لا يفرق بينهم وبين الأصحاء، لذا ننصح بالمبادرة للكشف وتلقي العناية الطبية».

» سماعات الأذن

وأضاف: «المعينات السمعية أو السماعات الطبية عديدة ومتنوعة من حيث الشكل والحجم والقوة، بالإضافة إلى التقنيات المتعددة مثلها مثل أي تقنية إلكترونية منها غالية الثمن (تقنية عالية) ومنها الرخيص (تقنية بسيطة)، فأخصائي السمع يصرف للمريض ما يناسب مستوى سمعه وعمره وشكل أذنه التشريحي، كما أن الاستفادة من السماعات تعتمد على البرمجة الصحيحة والتعود؛ لأن في بادئ الأمر يصعب التأقلم على وجود جسم في القناة السمعية بسبب الضغط على الجلد ومع مرور الوقت والتعود، وفي حال التشويش أو عدم وضوح الصوت تتم إعادة البرمجة».

بين المشرف العام على تعليم الصم وضعاف السمع بجامعة الملك سعود أ.د.علي بن حسن الزهراني أن البداية بموافقة المقام السامي الكريم رقم (7/‏ب/‏9173) وتاريخ 14-5-1422هـ بشأن إتاحة الفرصة للطلاب الصم وضعاف السمع، لإكمال دراستهم الجامعية في المملكة العربية السعودية خاصة في الكليات التقنية طبقا لاستعدادهم وميولهم وقدراتهم.

يعد البرنامج نوعيا وبحاجة إلى متخصصين في المجال، ولعل قلة توفر الكوادر البشرية أحد الأسباب، فالبرنامج بحاجة إلى خدمات مساندة، من ضمنها معلمون متخصصون في تعليم الصم في السنة التأهيلية ومترجمو لغة إشارة ومدونو ملاحظات ومساعد معلم خلال دراستهم في الكليات المختلفة.

الكثير من الجامعات تواصلت مع الجامعة، وكما ذكرت سابقا لعل حاجة تعليم الصم إلى خدمات مساندة يجعل من الصعب على بعض الجامعات توفير الكوادر البشرية المتخصصة.

فيما يتعلق بالمناهج هي فقط في السنة التأهيلية، وعندما يجتاز الطالب السنة التأهيلية ينخرط في الكليات ويدرس مع الطلاب السامعين ويدرسون نفس المناهج التي تقدم للطلاب السامعين مع تقديم خدمات مساندة لهم كترجمة لغة الإشارة ومساعد معلم ومدون ملاحظات.

واستطرد: يتم التوظيف في الجامعة وفق الشروط المعتمدة والمتعارف عليها في الجامعات، وتم -بحمد الله- توظيف أحد الصم في قسم التربية الخاصة كمعيد وهو في طور الدراسة في الخارج كمبتعث.

قلة توافر الكوادر البشرية لتعليم الصم

الدمج الجزئي للطلبة المصابين يفقدهم التميز

أوضح المستشار والمعالج الاجتماعي محمد الحمزة أن عملية دمج فئة الصم في المجتمع وبالذات دمجهم في مدارس التعليم العام هام جدا إلا أنه كي تنجح فلا بد من توفر شروط وعوامل مجتمعية وتربوية.

وقال الحمزة: «من إيجابيات دمج الصم عدم عزلتهم في عوالم خاصة بهم، ولكن سلبياته عديدة وفق من عاش هذه التجربة على مستوى العاملين في المدارس، منها عدم مراعاة أن تكون هناك هيئتان إدارية وتعليمية متخصصتان تتمكنان من التواصل معهم بكفاءة، كما كان متبعا في معاهد الأمل التي تخرج منها العديد، وبما أن الدمج جزئي أي فصل واحد في مدارس تعليم عام مما أفقدهم التميز فالطلاب العاديون قد يحصدون الجوائز والتفوق».

» ملاحظات عديدة

وأضاف الحمزة: «وهناك العديد من الملاحظات حول الدمج الجزئي وما يواكبه من إجراءات، فلا بد أن يترك قرار الاختيار بين الالتحاق بمدارس الدمج أو بمعاهد الأمل للصم وضعاف السمع؛ لأنه يتم إجبارهم بهذه الطريقة، وفي ظل عدم توفير الخدمات اللازمة ومن أولوياتها استخدام لغة الإشارة السعودية في مخالفة واضحة لما جاء في قرارات الأمم المتحدة والاتحاد العالمي للصم والتي تنص على أهمية استخدام لغة الإشارة المحلية في تعليم الصم وضعاف السمع وزارعي القوقعة».

» رسوب جماعي

واستكمل الحمزة: «ما يحدث الآن في عمليات الدمج هو إجبار الصم وضعاف السمع وزارعي القوقعة على تلقي التعليم باستخدام قراءة الشفاه، فالمعلمون والمعلمات غير مدربين وغير متمكنين من لغة الإشارة السعودية فكيف سيتمكنون من إيصال المعلومات للصم وسواهم! ووفق ما رأيت في بعض المدارس أن هناك بعض فصول الدمج جميع طلابها راسبون وذلك بسبب قلة وعدم كفاءة المعلمين في لغة الإشارة السعودية واستخدام طريقة ثنائية اللغة والثقافة والتي تعتمد على لغة الإشارة السعودية المتعارف عليها في مجتمع الصم واللغة العربية قراءة وكتابة، والمشكلة الأخرى تكمن في أن معظم مؤلفي المقررات التي تدرس للصم من غير المتخصصين في مجال الصم وإنما من تخصصات أخرى مثل علم النفس وهناك معلومات غير دقيقة عن مجتمع الصم، ومن يلتحق بسلك تعليم الصم يجد الفرق الكبير بين ما تعلمه في الجامعة وما هو على أرض الواقع، ولذلك لا بد من تحديث البرامج التي تدرس في الجامعات لتعليم الصم وفق المستجدات العالمية في تعليم الصم».

» لغة الإشارة

واختتم الحمزة: «وفقا للإحصاءات فإن هناك أكثر من 250 ألف حالة إعاقة سمعية، وأغلبية من لديهم صمم يخرجون ولديهم بكم، وهذا العدد لا تجب الاستهانة به، فهم فئة مهمة من المجتمع ولا بد من إبراز الأصم كعضو فاعل في المجتمع يعتمد على نفسه ومحاولة دمجه في المجتمع السامع وإظهار احتياجاته والرقي بمستوى التعليم لديه؛ ذلك أن مستوى التعليم لدى الأصم ضعيف وأكثرية الصم يتعلمون حتى المرحلة الثانوية، ومن أهم عوامل نجاح دمج الصم في المجتمع بصفة عامة هو نشر ثقافة لغة الإشارة بين الناس، وبالذات في الجهات الخدمية والمطاعم والمستشفيات حتى لا يشعر الأصم بغربة في مجتمعه، وبذلك يصبح لديه الشعور بالانتماء ويشعر بقيمته الإنسانية، وتعلم لغة الإشارة هو دور مهم للجمعيات المتخصصة ومعلمي الصم كمساهمة مجتمعية ذات أثر إيجابي على الجميع».

ندرة المترجمين في حلقة الوصل بين المصاب والمجتمع

أشار مترجم الصم محمد الذويب إلى أنه تتم الاستعانة بخدماته في المستشفيات والمحاكم ووسائل الإعلام وحتى الشرطة؛ نظرا لقلة المترجمين وندرتهم في هذه القطاعات، موضحا أن هناك ندرة في حلقة الوصل بين المصاب بالصمم والمجتمع من قطاعاته العامة والخاصة، معتقدا أن ذلك يعود لعدم التفات المجتمع لجميع الإعاقات والغفلة نوعا ما عن هذه الفئة.

وقال الذويب: «أنا بحكم رسالتي كلما صادفت أي منشأة في أي مجال أعرض عليهم ترجمة مقاطعهم التعريفية بهم ولكن لا يوجد اهتمام وحماسة».

» نماذج ناجحة

وعن مجال الترجمة، أبان الذويب أنه مجال خصب والحاجة كبيرة فيه، ومن المهم تسليط الضوء على المسؤولية الاجتماعية، وأن يكون لهذه الفئة اهتمام أكبر من قبل وزارة العمل، مضيفا: إن للتدخل المبكر أهميته القصوى إضافة إلى اختيار البيئة التعليمية المناسبة، مختتما بقوله: «هناك نماذج ناجحة من الصم في مجتمعنا، من بينهم د.ناصر الموسى (عوق بصري)، د.بدري العمري (إعاقة سمعية)».

مصاب يروي معاناته بعد فقدان حاسة السمع

من واقع تجربة، يذكر نايف المظيبري أنه كان طفلا طبيعيا وسليما من الناحية الصحية، ولكن في سن الرابعة عندما كان يلهو ويلعب، قفز وسقط من الأعلى ليقع مغشيا عليه، وفقد على إثرها حاسة السمع بشكل كلي في أذنه اليسرى وجزءا من سمعه بأذنه اليمنى، إثر حادثة السقوط، خرج حينها من المستشفى متعافيا لكنه أصبح ضعيف السمع، من ثم قام بتركيب سماعة طبية بأذنه اليمنى لأن نظيرته اليسرى لم يكن يجدي بها شيء، حتى بدأ من حينها باكتساب اللغة والنطق، وانتظم في الدراسة في المرحلة الابتدائية مع الطلاب السامعين، مكملا لدراسته.

» دون جدوى

قال المظيبري: «وقفت أسرتي بجانبي في تعليمي طريقة النطق الصحيحة؛ لأنني كنت حرجا أن أخطئ بالنطق وأن يقوم ممن حولي بالضحك علي، وعندما كنت بالمرحلة الثانوية، أصابني مرض شديد الحرارة وعلى أثره فقدت السمع تدريجيا، وعندما شفيت من المرض وجدت أني أصبحت أصم، قمت بطرق الأبواب والطاولات بقوة لأختبر سمعي، لكن دون أدنى جدوى».

» تجاوز بالعمر

من ثم شاع الخبر أني أصبحت أصم، ولا أذهب للمدرسة وغياباتي كثيرة، ليذهب بي والدي إلى مدينة جدة ليجد لي علاجا، وأظهرت الفحوصات أني بحاجة لزراعة قوقعة لأستعيد السمع، ولم يتواجد هذا العلاج بمدينة جدة، من ثم ذهبنا إلى مدينة الرياض للبحث عن العلاج من مستشفى للآخر، ووجدنا العلاج المناسب لي في مستشفى الحرس الوطني، حيث إن بقية المستشفيات قالوا إني كبير بالعمر، فالزراعة يقومون بها لمن هم دون عمر الخامسة، وبعد الفحوصات والإجراءات اللازمة وجدوا أنه بالإمكان الزراعة بالإذن اليمنى أما اليسرى فقد كان العصب بها تالفا جدا، نتيجة سقوطي قبل عدة سنوات.

» خطورة العملية

واستطرد المظيبري: «لكني رفضت العملية لخطورتها علي بحسب منظوري الشخصي، وهنا عشت حياتي أصم لا أريد زراعة القوقعة ولا إكمال دراستي، وبعد عدة أشهر جزمت على زراعة القوقعة لعدة أسباب: حصلت على إيجابيات زراعة القوقعة بغض النظر عن سلبياتها، وأن نسبة نجاح العملية عالية، وخضعت للعملية التي تكللت بالنجاح ولله الحمد».