حسين السنونة - الدمام

أكد أن الفنان الحقيقي يحتاج لمساحة من الحرية ليقدم إبداعه

أكد الكاتب المسرحي رجا العتيبي أن الفنان الحقيقي يحتاج لمساحة من الحرية ليعمل ويقدم إبداعه، مع تقديم الدعم اللوجيستي له، مشيرا إلى أن جمعية المسرحيين لم تستطع تقديم الدعم المرجو منها تجاه «أبو الفنون». وذكر العتيبي في حواره مع «اليوم» أن الوعي الاجتماعي أسهم في تمكين المرأة من المشاركة في الأعمال المسرحية كممثلة وكاتبة ومخرجة.

شهدت الفترة الأخيرة حضورا نسائيا قويا على المسرح.. كيف تراه؟

- كما هو متوقع، المجتمع عندما يصل إلى مرحلة يقتنع بوجود المرأة على المسرح سيكون ذلك فعلا، وهذا ما حصل بالضبط، فقد ظهرت المرأة على المسرح ممثلة ومطربة ومتحدثة ومقدمة، فالأمر يتعلق بروح اجتماعية تكون سائدة وليست موجهة، تتحرك من منطلق وعي ثقافي فني، بعيدا عن وصاية تيار معين، لأن التنوع والتعدد سنة كونية في كل المجتمعات، يبقى الاستجابة للمواهب وتقديرهم وتطويرهم مهمة المؤسسات الثقافية، التي عليها أن تبذل دورا يتماهى مع الوعي الاجتماعي الحالي.

أما بالنسبة للفنانات المسرحيات فما زلن في طور البدايات ولم يصلن بعد للاحتراف، وأمامهن وقت طويل لبلوغ مرحلة الإبداع.

لماذا الجمعيات المسرحية شبه مختفية؟

- للأسف إن الجمعيات الفنية وتحديدا «جمعية المسرحيين» سجلت فشلا ولم تستطع تقديم أي دعم للمسرح؛ لأن الزمن ليس زمانها.

فجمعية المسرحيين على سبيل المثال جاءت في وقت متأخر، وقت الإبداع المستقل، فكثير من المبدعين لا يحتاجون جهة توجههم وتفرض عليهم ماذا وكيف ومتى يعملون، وهم لا يحتاجون مظلة في كل مرة تعيدهم «لسعادة المدير العام» وفي انتظار مجيء سعادته، وتوقيع الخطاب بالموافقة أو الرفض.

في رأيي إن الفنان الحقيقي يحتاج لمساحة من الحرية ليعمل ويقدم إبداعه، مع تقديم الدعم اللوجيستي له بدون أن يتسوله، وأنا أقصد بذلك صالات العرض وقاعات المسرح والمعاهد والأكاديميات، فيما على الجمعيات أن تبقى بعيدا عن الحراك الفني، وتركز على الأنظمة والتشريعات.

حدثنا عن تجربتك مع سوق عكاظ.. وهل أضافت لتجربتك شيئا؟

- كان العمل في مهرجان سوق عكاظ من أجمل وأقوى التجارب بالنسبة لي، حيث عملت في مهام مختلفة، حيث أعتز بإخراجي لمسرحية «زهير بن أبي سلمى» من تأليف د. شادي عاشور وإنتاج عمرو القحطاني، وكانت من أفضل المسرحيات التي قدمت في حفل الافتتاح للسوق بشهادة النقاد والمتابعين، والأجمل فيها أن سمو الأمير خالد الفيصل صفق بعد نهاية المسرحية وقتا طويلا إعجابا بالعمل، وهذه شهادة أعتز بها منه، وتمثل لي جائزة كبرى بالنسبة لي.

كما ألفت مسرحية «طرفة بن العبد» ومسرحية «عمرو بن كلثوم»، وأخرجت وأنتجت جادة سوق عكاظ بمشاركة نجوم مسرحيين وشباب، وتوليت مهمة تنظيم الخيمة الثقافية لمدة سنتين على التوالي بالتعاون مع هيئة السياحة وجامعة الطائف، وشاركت في جلسات استشارية متعددة سنوات من العمل في سوق عكاظ كانت كافية بأن ترتقى بنا إلى آفاق فنية أبعد، فكل الشكر لمَنْ منحنا الثقة، وشكر خاص للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

ماذا عن تجربتك مع جمعية الثقافة والفنون بالرياض؟

- عملت في جمعية الثقافة والفنون 8 سنوات، أربع منها رئيس لقسم المسرح وأربع أخرى مدير للفرع، حتى استقالتي قبل ثلاث سنوات تقريبا، بدأت العمل عام 2008م مع فريق عمل ومجلس إدارة جديد، بعد مرحلة رئيس مجلس الإدارة السابق محمد الشدي التي استمرت لثلاثين سنة، كانت المهمة صعبة، تجعلنا نطرح تساؤلات عن الجديد الذي سنقدمه، ولكن بتوفيق الله كان الجميع محل الثقة، سواء من مجلس إدارة ورؤساء لجان وأعضاء، فكانت نقلة نوعية بمشاركة الفنانين المخضرمين والشباب، قدمنا فيها كل ما نملك من مهارات وفنون وجهود وتجاوزنا العوائق، التي كانت تواجهنا بكل صبر وقوة وحنكة، ولم نسمح للثقافة والفنون بالموت، رغم مَنْ كان يريدها كذلك، قاومنا إيمانا بدورنا وقناعتنا بأن الفن والثقافة والترفيه ضرورة حياتية، وليس مجرد كماليات.