عبدالرحمن المرشد

مع اقتراب بداية العام الدراسي من كل عام تنتشر على الواتس وتويتر وكذلك سواليف الناس في الاستراحات والمنازل الدعابات والتهكم الذي يخوف الناس من الدراسة وكأنها كابوس يقترب رويدا رويدا ليلتهم السعادة والراحة من الناس ويجلب الهم والتعاسة للدارسين وللحق لا ألوم الطلبة والطالبات عندما يصاحبهم نوع من الفزع مع اقتراب هذا الموعد الذي صاحبه شحن نفسي كبير وتهيئة مسبقة من الجميع أن الدراسة بعبع لا يمكن الخلاص منه.

الغريب أن إحدى المكتبات المشهورة لدينا عملت إعلانا لا أدري كيف تم السماح ببثه يتحدث عن الدراسة وما يصاحبها من كآبة وهم ومشاكل بين الطلبة وفي نهاية الإعلان يتم الترويج لنوع من الحقائب الخاصة بهم؟ لا بأس من الدعاية والترويج للمنتج ولكن ليس بهذه الطريقة البائسة التي تنفر من العلم والإقبال عليه خاصة أن المخاطبين ما زالوا صغارا ومراهقين ربما يتوهمون هذا الأمر أنه حقيقة مطلقة غير قابلة للنقاش مما يؤثر عليهم سلبا في المستقبل، في المقابل شاهدت إعلانا لإحدى الجهات التعليمية في بعض الدول الأوروبية عن بداية العام الدراسي وكان الإعلان جذابا يعطي الطالب روح الحماس والمحبة للدراسة بأسلوب مميز تم من خلاله إدخال عناصر جذب يحبها الطلبة مثل سوبرمان وغيره.

هذا ما نريد الحديث عنه خلال هذه الأيام وليس عبارات مثل (الله يعينكم اقتربت الدراسة) و(باقي عدد يوم على الهم والغم) وغيرها من جمل تصيب الكبار بالكآبة فما بالك بالطلبة والطالبات.

مشكلتنا في التعاطي مع هذا الموضوع أننا نعتقد أنها مجرد دعابة أو سواليف فقط لا غير بينما في واقع الأمر لها تأثير سلبي كبير على نفسيات الدارسين ونظرتهم للعلم والتفوق الدراسي إذا كنا نحن من يطلق هذه العبارات غير المدروسة والتي توحي للمتلقي أننا ننظر للعلم أنه كارثة ومشاكل خلاف من يقول إن النهوض باكرا يسبب العقدة للطلبة وكأنه يريد تفصيل يوم دراسي على مزاجه.

الخطوة الأولى تنطلق من الإعلام بكافة وسائله المرئية والمقروءة والمسموعة إضافة إلى المنصات الجديدة مثل تويتر يفترض وضع بعض الإعلانات البسيطة التي تحبب الطلبة والطالبات للدراسة وتتم صياغتها من وزارة التعليم التي لا تحرك ساكنا حول هذا الموضوع بل لم أسمع أنها قامت بحملة توعوية تتحدث عن بدء العام الدراسي وتخاطب من خلالها أبرز المكتبات والقرطاسيات في المملكة وضرورة صياغة عبارات تلامس وجدان الدارسين، أيضا من المفترض ألا تتم إجازة المواد الإعلامية إلا عن طريق الوزارة لاختيار نوعية الكلمات التربوية التي تشحذ الهمم وتجعل الطالب يقبل على المدرسة بمحبة وحماس.

يروي لي أحد الزملاء أن لديه ابنا صغيرا في بداية المرحلة الابتدائية حضر إليه باكيا يرجو منه عدم الانتظام في الدراسة بسبب كثرة الحديث عنها والتخويف منها ولذلك لا نستغرب الشحوب والملل ومحاولة التملص من الانتظام في المدرسة بسبب حملة التخويف المصاحبة لما قبل الدراسة.

يفترض أن نعيد حساباتنا وأسلوب تعاطينا مع بداية العام الدراسي بطريقة لا تنفر بل تحبب في العلم والتعليم