اليوم - مكة المكرمة

يضم سوقا للعرب قبل الإسلام

على جبال السروات، تتنوع التضاريس من غرب وحتى جنوب المملكة، لتطل بين صخورها قمم جبال شاهقة، وتسكن بينها أودية اكتسبت جمال الطبيعة، ورسمت لوحات خضراء وسط المياه الغناء، لتظل منذ مئات السنين مواقع تاريخية للطبيعة الخلابة، والتي شهدت أحداثا تاريخية وحوت مساكن وقصصا يرجع عهدها إلى ما قبل الإسلام.

» أرض زراعية

ومن أشهر وأكبر أودية المملكة حجما «وادي قنونا» الذي يعتبر أجمل وديان الجنوب في تهامة، فهو معتدل الأجواء طوال العام، وتجري المياه في بطونه في غالب أيام العام، ويتواجد فيه سد أسهم في حجز كمية كبيرة من مياه الأمطار القادمة من جبال السراة قبل أن تنتهي في البحر، وتحتضن جباله أراضي زراعية خصبة وبساتين خضراء بمساحات واسعة، وتتنوع محاصيله الزراعية من «القمح، والدخن، والسمسم» حيث كانت تنتج بكميات تجارية سابقة، كما يشتهر الوادي بزراعة النخيل.

» سوق أحد

وأكدت المراجع أنه يقع على جنبات وادي قنونا سوق حباشة، ويعد من أشهر أسواق العرب في الجاهلية، ويشتهر باسم «سوق أحد»، كما تشير الروايات التاريخية إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد نزل به، وباع فيه واشترى وهو تاجر لصالح السيدة خديجة رضي الله عنها قبل البعثة النبوية.

» تكوينات صخرية

وذكر المهتمون في مدوناتهم أن وادي قنونا منبعه من جبال بلجرشي ومصبه بمحافظة القنفذة، ويمر في طريقه على محافظة العرضيات، وتحديدا في مركز العرضية الشمالية ومركز سبت الجارة، حيث يبلغ طول الوادي حوالي 108 كيلو مترات ويقع في العرضية الشمالية التابعة لمحافظة القنفذة بمنطقة مكة المكرمة.

في حين يحرص الكثير من السياح على قضاء معظم أوقات زيارتهم للقنفذة حول ضفاف وادي قنونا، حول مشاهد تداخل الخضرة والتكوينات الصخرية ومن حولها المياه الجارية التي تسهم في تلطيف الموقع، وتميز الوادي بموقعه الجغرافي المتميز على الطريق الساحلي في حدود منطقة مكة المكرمة.