عبداللطيف الملحم



قبل عدة أسابيع دعا أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أحد منسوبي الأمن بمحافظة تنومة، بعدما لاحظ من خلال كاميرات المراقبة أداءه لعمله بجد ونشاط، وكذلك في وقت كانت قيافته العسكرية مظهرها جميل يعكس حسن التدريب والتأهيل الذي يتلقاه العسكري السعودي منذ التحاقه بالسلك العسكري. وهذا يعكس ليس فقط اهتمام المسؤول المباشر بمن يرأسهم، بل يعكس اهتمام ولاة الأمر بما يخص متابعة حسن الأداء لكل من يشغل أي منصب مهما كان هذا المنصب.

وفي الأيام القليلة الماضية وفي وقت الذروة والزحمة وضغط العمل أثناء مناسك الحج كان هناك عشرات الآلاف من العسكريين والموظفين المدنيين وكبار المسؤولين منهمكين في أداء واجباتهم لخدمة ضيوف الرحمن، برزت امرأة من جنسية عربية تؤدي فريضة الحج لترى شبابنا السعوديين من عساكر ومجندين يخدمون الكل بجد وبفخر وبابتسامة لا تفارق محياهم رغم ضغط العمل، لتقوم هذه المرأة وبحسن نية وبدافع الشكر وتقدم مبلغا كنوع من الإكرامية لأحد المجندين دون أن تعلم بأن رجل الأمن لدينا لا يأخذ شيئا مقابل تأدية واجبه. ليرد عليها الشاب «ماجد» برفض الإكرامية بكل أدب ذاكرا لها بأن هذا جزء من عمله وواجبه. ورغم أن الموضوع مر بهدوء وانتهى، إلا أن ما حدث أصبح ليس خبرا محليا فحسب، بل رأيت اللقطة التي تم تسجيلها بعفوية يتم تناقلها على محطات تلفزيونية أجنبية. لتأتي بعد ذلك الردود من ولاة الأمر وكثير من المسؤولين. وعندها تم تقديم هدية نقدية من اللواء حامد الطويرقي للشاب المجند ماجد. وبعد ذلك قام وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز بالاتصال بهذا الشاب السعودي الطموح وقدم له هدية نقدية مع خيار التعيين في المدينة التي يرغبها بعد التخرج.

في الحقيقة، الكل يعرف أن هناك قصصا مشابهة خلفها أبطال. والكل يعلم ما عليه الجندي السعودي من حسن الخلق والتفاني في أداء واجبه. وبالطبع كل ما حدث أبرز للعالم العلاقة القوية بين الحاكم والمحكوم في بلادنا. وكذلك ما حدث سلط الضوء على أن ولاة الأمر لدينا تتابع وتراقب بصورة مستمرة، أداء من يتم ائتمانه على عمل معين وخصوصا وقت أداء شعيرة الركن الخامس في الإسلام. ولهذا حبانا الله بشرف خدمة الحجاج وتيسير أمورهم لأداء الفريضة بأمن وأمان. وفي الختام، نرفع أجمل التهاني والتبريكات بنجاح موسم الحج لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- ولكل المشاركين في هذه المناسبة