فهد سعدون الخالدي

التوفيق والإنجاز الذي تحقق لموسم حج هذا العام يضيف جديدا على أكثر من صعيد للنجاحات التي حققتها المملكة طوال السنوات الماضية ليس في تنظيم مواسم الحج فقط، بل وإضافة الجديد من الخدمات التي توفر المزيد من الراحة والأمن والطمأنينة لضيوف الرحمن، ولم يكن ذلك كله ليتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى أولا وقبل كل شيء ثم الإرادة والتصميم من قيادة المملكة التي تؤكد على وضع كل الإمكانيات والقدرات لتحقيق هذه الغاية، والمستوى الرفيع الذي أدت فيه كافة الجهات القائمة على تقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام والذي شمل تنظيم انتقال الحجاج بين المشاعر وتجنيبهم أية معيقات أو مضايقات أو حوادث، والخدمات الأمنية والصحية والعلاجية التي لم تكن محل ثناء الحجاج وتقديرهم فحسب بل ومحل ثناء جهات إسلامية ودولية عديدة في مقدمتها الدول والحكومات والوزراء وممثلو منظمات الأمم المتحدة كاليونسكو وغيرها، والصحف ووكالات الأنباء العربية والإسلامية والعالمية التي أشادت بنجاح موسم الحج ونقلت الإحصائيات التي توضح حجم الجهود المبذولة والخدمات المقدمة والاستقبال وعمليات التنظيم والتفويج التي رسمت الصورة الزاهية لجهود القيادات والأفراد من العسكريين والمدنيين والكوادر البشرية الوطنية التي حشدتها الدولة لإنجاح موسم الحج، ليس ذلك فقط بل أبرزت عددا من الملامح الإنسانية للتعامل والسلوكيات التي اتسم بها هذا الموسم من قبل مقدمي الخدمة جميعا مع الحجاج بدءا بحمل أفراد من الأمن والدفاع المدني لبعض الحجاج من غير القادرين في أحضانهم وعلى عواتقهم، وتنظيم انتقال المرضى من الحجاج بين المشاعر في مواكب مخصصة لذلك حتى لا يفوتهم أداء النسك، والإخلاص الواعي الذي تجلى في قصة الجندي السعودي الذي أجاب حاجًا أراد أن يقدم له مكافأة على خدمته بقوله (لم أقم إلا بواجبي) ثم تقدير الدولة لهذا السلوك ومكافأة صاحبه تقديرا له وتأصيلًا لهذا التصرف وسعيًا لتعميقه لدى كل من يشارك في خدمة حجاج بيت الله الحرام. وإذا كنا تحدثنا في مقال سابق عن الخدمات الأمنية والصحية وغيرها التي قدمت للحجاج خلال المواسم الماضية فقد جاءت أرقام هذه الخدمات وخاصة في المجال الصحي والعلاجي هذا العام لتحطم الأرقام القياسية الماضية.. نتحدث عنها ليس منًا وإنما شكرًا لله وحمدًا له ومن باب الحديث عن النعمة التي أنعم الله بها على هذا الوطن بخدمة حجاج بيته العتيق والحمد لله. ومع ذلك فإن المطلوب من الإعلام بوسائله المختلفة أن يبرز هذه الصور المشرفة لأسباب عديدة من بينها الرد على كل محاولات التقليل من جهود المملكة المخلصة في تنظيم الموسم وما تسخره في سبيل ذلك من الموارد والطاقات المادية والبشرية، ومع أن كثيرًا من المنابر الإعلامية المنصفة تنقل هذه الجهود وتبرز أحداثها إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى ما ينقل الصورة الحقيقية منها إلى العالم، وقد لاحظنا الأثر الكبير الذي أحدثته صورة الجندي السعودي الذي حمل حاجًا بين ذراعيه ليمكنه من مواصلة أداء المناسك وكيف طافت هذه الصورة العالم كله كما قالت إحدى الصحف العربية عنها.. إن استخدام الأساليب العلمية وفي مقدمتها التقنية والمعلوماتية والذي تحرص عليه المملكة هو أحد أسباب النجاح وكذلك التغذية الراجعة التي توفرها الاجتماعات التي ما أن ينتهي الموسم حتى تبدأ لمراجعة نتائجه ورصد الإيجابيات والسلبيات وهو ما تقوم به لجنة الحج العليا هو أيضًا من أسباب النجاح الذي ندعو الله أن يوفق إلى المزيد منه في الأعوام القادمة وأن يثيب عليه القيادة والوطن والأمة وكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الذي يقترب من الإعجاز.. والله الموفق