اليوم، الوكالات - موسكو

تزايدت المخاوف من أن كارثة نووية ربما حدثت بالفعل في روسيا، شبيهة بحادثة تشيرنوبل الإشعاعية التي وقعت في المفاعل رقم 4 بمحطة الطاقة، يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، وذلك بعدما دفن الأسبوع الماضي خمسة مهندسين نوويين روس، قتلوا في انفجار محرك صاروخي بمدينة ساروف الواقعة على بعد 373 كيلومترا إلى الشرق من مدينة موسكو، التي تضم مصنعا للرؤوس النووية الحربية الروسية.

» صمت مطبق

وبعد أيام من الصمت المطبق كشفت موسكو بعض تفاصيل الانفجار الذي وقع بقاعدة لإطلاق الصواريخ، بعدما حاولت التقليل من خطورته، بيد أن حذف مقال لبلدية المدينة التي وقع بالقرب منها الانفجار رفع مستوى الشكوك. وأفادت وكالة الطاقة النووية الحكومية الروسية، روساتوم، أن الخبراء كانوا يختبرون محركا صاروخيا نوويا، ولكنها لم تعط أي تفاصيل تقنية بشأن الحادث.

وسجلت السلطات في شمال روسيا ارتفاعًا طفيفًا في مستويات الإشعاع في أعقاب الانفجار الذي وقع في موقع التدريب العسكري.

» ذعر وهروب

وهرع سكان سيفيرودفينسك ابتداء من الجمعة الماضية إلى الصيدليات لشراء اليود، الذي يحمي الغدة الدرقية إذا ما وقع حادث نووي.

وقالت صاحبة الصيدلية ايلينا فارينسكايا لوكالة فرانس برس: «بدأ الناس يشعرون بالذعر، وفي غضون ساعة بيعت كل أقراص اليود أو الأدوية التي تحتوي على اليود»، موضحة أنها «وزعت قسائم تحتوي على كل القواعد التي يتعين التقيد بها في حال حصول تلوث إشعاعي».

» «شبح تشيرنوبل»

وأكد بوريس تشيكوف، الخبير في معهد الأبحاث النووية في موسكو لموقع صحيفة «ار.بي.كاي» اليومية، أنه في حال حصول أعطال فإن الأشخاص المقيمين بالأماكن القريبة، يمكن أن يصابوا، ويمكن استخدام عناصر مختلفة كوقود في المصادر النظائرية: البلوتونيوم والبروميثيوم أو السيريوم.

وأعاد الحادث إلى الأذهان ذكرى أليمة، فقد شهد الاتحاد السوفيتي أسوأ حادث نووي مدني في تشيرنوبل (أوكرانيا)، حيث أسفر انفجار عن مقتل 30 شخصا في 26 أبريل 1986، وعن مئات الأمراض الأخرى المرتبطة بالحادث، ولا تزال الحصيلة الدقيقة غير معروفة، وحاولت السلطات السوفيتية في البداية تغطية الكارثة والتقليل من أهميتها.