حسام أبو العلا - القاهرة

بعد الدفع بثلاثة مرشحين في الانتخابات القادمة

تقدم ثلاثة مرشحين محسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية، لخوض الانتخابات الرئاسية في تونس، والمقررة منتصف سبتمبر المقبل، وذلك بعد مراوغات تحاكي التجربة المصرية بادعائها عدم الرغبة بالمنافسة على هذا المنصب، ثم دفع الجماعة بمرشحين والاتفاق على أحدهم وحشد أكبر كتلة تصويتية في الأمتار الأخيرة من سباق الانتخابات.

وفي سياق ذلك، حذر مختصون من خطورة الإعلام والمال الفاسد في توجيه أصوات الناخبين لدعم مرشحي «الإخوان».

» 98 مرشحا

كانت الهيئة العليا المستقلة لانتخابات الرئاسة في تونس، أغلقت باب استقبال طلبات المرشحين الجمعة الماضي، بعد تقدم 98 مرشحا بأوراقهم، وتعلن الهيئة في 31 أغسطس الجاري، القائمة النهائية للمقبولين بعد دراسة ملفاتهم.

وحددت الحملة الانتخابية من 2 إلى 13 سبتمبر، وبعد يوم الصمت الانتخابي، يدلي الناخبون بأصواتهم في 15 سبتمبر، فيما تعلن النتائج الأولية للانتخابات في17 سبتمبر، بحسب برنامج الانتخابات الذي أعلنه رئيس الهيئة العليا للانتخابات نبيل بفون.

ولم يتم تحديد موعد الجولة الثانية التي يفترض أن تجري، إذا تطلب الأمر، قبل الثالث من نوفمبر.

» ثلاثي «إخواني»

ومن أبرز المتقدمين لخوض سباق الانتخابات «الثلاثي الإخواني» رئيس البرلمان بالنيابة عبدالفتاح مورو، الذي رشحته «حركة النهضة»، وأيضا رئيس الحكومة يوسف الشاهد مرشح حزبه «تحيا تونس»، بالإضافة للرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، الذي يلقى دعما وتأييدا إخوانيا، كما قدم وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي أوراق ترشحه مدعوما من حزب «نداء تونس».

ويرى خبير حركات الإسلام السياسي مصطفى حمزة، أن الدفع بثلاثة مرشحين من قبل «الإخوان»، لن يفتت أصوات أعضاء الجماعة كما تشير التقارير، إذ أن ذلك يعتبر أسلوبا إخوانيا معتادا في الانتخابات بالدفع بعدد كبير من المرشحين لحشد أكبر كتلة تصويتية قبل الاتفاق على مرشح واحد بتكليف من المرشد العام للجماعة، بزعم أنه الأصلح في هذه المرحلة وهو ما طبق بحذافيره في مصر بعد تقدم عدد من المرشحين المحسوبين على الإخوان وأعوانهم ثم الاتفاق على محمد مرسي.

وأكد حمزة أن جماعة الإخوان اختارت عبدالفتاح مورو بنسبة كبيرة ليكون مرشحها الأول، بينما تناور بالمرشحين الآخرين المحسوبين عليها يوسف الشاهد والمنصف المرزوقي.

» دور الإعلام

من جانبه، قال الكاتب التونسي وخبير حركات الإسلام السياسي د. عبيد خليفي: إن حركة النهضة حسمت أمرها بترشيح عبدالفتاح مورو للرئاسة، وفي الجهة الأخرى رشحت حركة نداء تونس عبدالكريم الزبيدي، ما يعني أن طموحات يوسف الشاهد إلى زوال.

وأشار خليفي إلى أن تسجيل مليون ونصف المليون ناخب جديد سيرفع نسبة المشاركة وقد تحدث مفاجآت، محذرا من دور الإعلام والمال الفاسد والمنحرف في توجيه الرأي العام نحو الاستقطاب لوأد روح الديمقراطية.

وأضاف خليفي: الزبيدي يمثل لدى عدد من الناخبين الحاكم العسكري القوي الذي سيعيد البلاد لطريق النظام والأمن وهيبة الدولة، وهو نظيف اليد ويعتبر كفاءة علمية وشخصية محترمة، لكننا لم نسمع منه ولا عنه ما يجعلنا نفهم أفكاره ورؤيته السياسية.

» المال القطري

وعلى ذات الصعيد، حذر خبير العلاقات الدولية د. جهاد عودة، من أن «الإخوان» يسعون إلى القفز على السلطة في تونس بعد وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، وبدء فترة جديدة تشهد السيطرة على مقاليد الحكم في دولة عربية بعد فشلهم في مصر، ومحاولتهم فرض أجندتهم في لييبا وغيرها من الدول التي تشهد عدم استقرار.

وأوضح عودة أن الشعب التونسي استفاد كثيرا من التجربة الإخوانية في مصر ولن يكررها في بلاده، مشددا على ضرورة دعم أي مرشح تتفق عليه القوى الوطنية للعبور بتونس من هذا النفق الخطير.

وحذر خبير العلاقات الدولية من خطورة دعم النظام القطري للتنظيم الدولي للإخوان بالمال من أجل حسم معركة الانتخابات في تونس، لافتا إلى أنه سلاح خطير جدا وتجيد جماعة الإخوان توظيفه.