اليوم - الأحساء

تقام فيه الصلاة منذ 560 عاما

» رائحة التاريخ

جدران المسجد مبنية من الطين المزركش بالأقواس والقباب التي تفوح منها رائحة التاريخ والتراث القديم، حتى بات اليوم ملتقى لجيل الأمس يجتمعون فيه بشكل دوري للذكر والصلاة، فيما يعد شهر رمضان المبارك تظاهرة دينية واجتماعية يحتفون فيها بختم كتاب الله الكريم.

بني المسجد من أحجار جيرية بيضاء اللون «طباشيرية»، وهي أحجار هشة وخفيفة الوزن، تربط بينها مادة الجص والطين وأعواد صغيرة حول الأقواس تسمى «الباستشيل»، أما أساسات المسجد فشيدت بالصخور الرسوبية التي لا تتأثر بالرطوبة، ولا يمكن تفتيتها أو تكسيرها.

» قبوات جميلة

مساحة «الجبري» تقدر بـ1426.11 متر مربع، ويتكون من فناء مستطيل محاط بأربعة أروقة من جهة القبلة، ورواق واحد من الجهات الثلاث الأخرى، وتتكون الأروقة من أقواس مكسورة وثلاثة مسننة ويبلغ عددها 71 قوسا، وتعتمد على أعمدة ضخمة تشبه في كثرتها وتقاربها بساتين النخيل، ويبلغ عدد هذه الأعمدة 52 عمودا، أما سقف المسجد فإنه على شكل قبوات جميلة ذات أقواس متقاطعة.

» الجعفري وذريته

وروت الكتب التاريخية عن حي الكوت، أن قصة بناء المسجد تعود لوقف جامع الجبري على أسرة الجعفري الطيار، عندما استدعى السلطان سيف الجبري الشيخ نصرالله بن عبدالله الجعفري من المدينة المنورة للإفتاء والتدريس في الأحساء، وتحديدا بمقر حكم الجبور في حي الكوت، ومنذ ذلك التاريخ أوقف المسجد على الشيخ نصرالله بن عبدالله الجعفري وذريته من بعده، إمامة ونظارة مسجد الجبري وأوقف عليه الأوقاف من بيوت ونخيل، ولا تزال هذه الأسرة تشرف على المسجد وعلى أوقافه.

» صيانة مستمرة

ونظرا للقيمتين الدينية والتاريخية لهذا المسجد، قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالتعاون مع إدارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بإجراء عمليات صيانة مستمرة للحفاظ عليه.

يقع مسجد الجبري في حي الكوت الأثري بمحافظة الأحساء، بين منازل الطين وسط الهفوف التاريخية، ظل صامدا أكثر من 560 عاما، محتفظا بطابعه القديم، فسقفه ذو قباب متعددة، ويتوسطه فناء فسيح تحيط به الأروقة من جهاته الأربع، وهو أحد الشواهد التاريخية القديمة، والتي تحمل كنوزا من العمق التاريخي، بناه سيف بن حسين الجبري سنة 880هـ، وتقام فيه الفروض الخمسة منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، وكذا صلاة الجمعة والعيدين.