عبدالله عبدالعزيز العثمان

إن الله سبحانه وتعالى أوجب على عباده الصبر عند المصائب، فقال عز من قائل (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وقال جل وعلا: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّه) كما قال عز وجل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) وقال سبحانه (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

من إرادة الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الحياة الدنيا بين اجتماع وفراق، فلقاؤها مؤقت بين البشر، وهي بطبيعتها لا تصفو لأحد من الناس ولا يتم فيها أمر، لأن الصفو والكمال والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها، فكل منا يعيش على هذه الأرض المعمورة مصيره إلى الفناء، ولكل شيء ابتداء وانتهاء، فالكمال لله الحق تبارك وتعالى، وهو من قال عز من قائل (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَام).

كلنا إيمان بقضاء الله وقدره، ولكن في خبر رحيل الأخ الزميل عبدالله محمد المطيران «أبوسامي» الذي وافته المنية وهو خارج الوطن، حيث سافر للاستشفاء من مرض ألم به ولم يمهله طويلا، وتمت الصلاة على الفقيد عصر يوم الخميس 22 /‏11 /‏1440هـ بجامع نعجان، حيث صلى عليه جمع غفير من الأهل والجيران والمحبين والزملاء الذين عايشوه عن قرب في مسيرته في مجال التعليم وتربية الأجيال ويشيدون بثقافته ورجاحة عقله ناهيك عن طيب أخلاقه وعشرته، العزاء موصول لهم جميعا ونوصيهم ونفسي بالصبر والدعاء للفقيد، فهو ما بقي لنا وتوجب علينا، فلقد انتقل أبو سامي من هذه الدار الفانية إلى دار الخلود.

اللهم اغفر لعبدك عبدالله محمد المطيران، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة. اللهم افسح له في قبره مد بصره، اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور. اللهم قِهِ فتنة القبر وعذاب النار، واغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم اجعله في جنة الخلد التي وُعد المتقون، اللهم واغفر لنا وله، واجمعنا معه في جنات النعيم يا رب العالمين. اللهم أنزل على أهله الصبر والسلوان وارضهم بقضائك. اللهم ثبتهم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويوم يقوم الأشهاد. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين.