محمد العويس - الأحساء

أمانة الأحساء أعادت بناءه حفاظا على الهوية التراثية

تاريخ طويل يحمله وسط الهفوف التاريخي، ليحكي اليوم قصة التراث العمراني الأحسائي عبر المباني العريقة التي تترامي بين أطرافه، لتعج بالأسواق القديمة، والمدارس العتيقة، والقلاع الأثرية، وتظل حكايات سطرها التاريخ، وتبقى خالدة رغم تعاقب الأجيال ومرور مئات السنين، لتبقى وسط الهفوف رمز تراث سجل عالميا في اليونسكو. وعند دخولك وسط الهفوف التاريخي، تتحول مشاهد المارة من العمران إلى القدامة والمباني الطينية، وهناك يقع «سوق الحميدية» جنوب سوق القيصرية، الذي يضم 16 محلا صغيرا، أعادت أمانة محافظة الأحساء بناءه ضمن منظمة تطوير وسط الهفوف، وتحقيق المحافظة على الهوية التراثية.

» المدرسة الأميرية

أكد باحث الآثار خالد الفريدة، أن «سوق الحميدية» يرجع نسبا للسلطان العثماني عبدالحميد، وكان البدو والرحل يضربون الأمثال بهذا السوق «مرزق ما بين الحميدية والقيصرية»، وقال: «المبنى شهد افتتاح أول مدرسة حكومية نظامية عرفت باسم مدرسة الأحساء الأميرية، وبلغ عدد المنتظمين 160 طالبا، وذلك قبل انتقالها للمبنى الحالي في محرم 1360هـ، والمبنى في الأصل هو دار للبلدية إبان وجود العثمانيين» .

» سوق نسائي

وذكرت مراجع تاريخية أن المبنى اندثر وتمت إزالته قبل 70 عاما، وظل موقعه سوقا نسائيا ومباسط لأهل البادية، واشتهر لعشرات السنوات بـ «سوق الدهن»؛ نظير ما تجلبه نساء البادية من السمن وأنواعه المختلفة، واستشعارا من أمانة محافظة الأحساء بأهمية تخليد المباني التاريخية وسط الهفوف، قامت بإعادة بناء المبنى بنفس الشكل والمساحة، ورُوعي فيه كافة الجوانب التاريخية من النقوش والأقواس والتفاصيل الأخرى المختلفة.

» أعمدة منقوشة

وذكر المتحدث الرسمي لأمانة محافظة الأحساء خالد بووشل، أن المحال في سوق الحميدية عملت على شكل صفين، بينهما ممر للمتسوقين مسقوف بالخشب بشكل جملون يقف على أعمدة خشبية منقوشة وله مدخل متميز وواجهات فريدة بها درايش «شبابيك» خشبية، وسطح السوق، تمت تغطيته ببرجولات خشبية؛ لإمكانية استخدام السطح لبعض الجوانب السياحية وما شابهها. وأشار متحدث الأمانة، إلى أن السوق تم طرحه للاستثمار مؤخرا، على أن يتم إحياء محاله واكتمال الهدف في الاستمرارية في تطوير المنطقة التاريخية، ليكون سوقا مجاورا لسوق القيصرية التاريخي، ومطلا على المدرسة الأميرية من جهة، وقصر إبراهيم الأثري من جهة أخرى.