عبدالرحمن إدريـس - الدمام

ضيوف الرحمن القادمون يحرصون على زيارتها

تشهد المدينة النبوية في موسم هذا العام كثافة كبيرة في أعداد الزوار، لأداء الصلاة بالمسجد النبوي، في محطة الطريق إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج.

ويحرص القادمون من ضيوف الرحمن على زيارة «المساجد السبعة»، والتي شهدت تاريخا من العهد النبوي، في رحاب مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام، وبما تجمعه الذاكرة المكانية من السيرة العطرة، وارتباط مواقعها الأثرية بغزوة الخندق، وقد تمت تسمية كل منها بأسماء الصحابة في هذه الغزوة.

» المساجد السبعة

ويعد «الفتح» أكبر المساجد السبعة، وهو مبني فوق رابية في السفح الغربي لجبل سلع، وسمي بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن سورة الفتح نزلت في موقعه، كما يقع مسجد «سلمان الفارسي» جنوبي مسجد الفتح مباشرة، وعلى بعد عشرين مترا منه في قاعدة جبل سلع، وسمي باسم هذا الصحابي الذي أشار إلى فكرة حفر الخندق لتحصين المدينة من غزو الأحزاب، وبُنيَ خلال إمارة عمر بن عبدالعزيز على المدينة، وهناك مساجد الصحابة «أبو بكر وعمر وعلي»، ومسجد «فاطمة الزهراء» وهو أصغر مساجد هذه المجموعة.

» مسجد القبلتين

ويقع «مسجد القبلتين» بالطرف الغربي من المدينة المنورة، وسبب تسميته تعود إلى أن الصلاة فيه كانت تجاه الأقصى، حتى نزل الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام، بتحويل اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، ومسجد القبلتين هو أيضا مسجد بني سلمة، لوقوعه في قرية بني سلمة، ويقع على هضبة مرتفعة من حرّة الوبرة في الطرف الشمالي الغربي لطيبة الطيبة، كذلك من المساجد التاريخية بالمدينة «مسجد السقيا»، وسمي بذلك لوقوعه في منطقة السقيا، وفي الجنوب الغربي للمسجد النبوي الشريف، يوجد مسجد «الغمامة» مرتفعا عما يحيط به وهو الآن يرى على شارع الستين.

» مدينة المساجد

تجمع «طيبة» العديد من المساجد التاريخية والأثرية المرتبطة بالسيرة النبوية، والتي تحكي فضل هذه الأرض المباركة وتذكّر بساكنها عليه الصلاة والسلام، ومن أبرزها بعد المسجد النبوي مسجد «قباء»، الذي يعد أول مسجد أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة عندما وصل إليها مهاجرا، وسمي مسجد قباء لوقوعه في قرية قباء في الجنوب الغربي للمدينة، إضافة إلى مساجد «الجمعة والغمامة والإجابة والسجدة وذي الحليفة»، حيث تتجلى الأهمية الروحية لهذه المساجد في العلاقة بالقيم الدينية، في حين أنها حظيت في العهد السعودي بعناية، في الترميم والتوسعات المتتالية الأكبر على مر التاريخ، مع الحفاظ على الطراز المعماري الإسلامي الخاص بها، لتظل شاهدا على حرص قيادة هذه البلاد على رعاية بيوت الله والعناية بها.