فهد السلمان

لستُ رياضيًا إلا بالقدر الذي يكون عليه أي مواطن يستمتع من حين لآخر بمشاهدة «بعض» المباريات الحاسمة، وقد يُفضّل فريقًا على آخر، لكنه وإن كان يفرح لفوز الفريق الذي يحبه، إلا أنه لا يجد في نفسه شيئًا ضد انتصار غريم فريقه، هذه ليستْ مثالية، ولا هي أكذوبة «الروح الرياضية» التي يتحدثون عنها، وإنما هي فقط نتيجة الحياد وعدم الإسراف في عشق اللعبة، وتضييع كل الوقت في متابعتها، وبالأخص خارج الملعب مثلما تفعل معظم البرامج الرياضية التي تمتد لساعات بعد المباريات، وتشهد الكثير من المناكفات والمشادات، وصولًا إلى الضرب تحت الحزام، مما يسهم في شحن الجماهير، ورفع درجة احتقانهم، وإلا فما الذي يمكن أن يُقال في مباراة ما بعد نهايتها، وقد طارت الطيور بأرزاقها، لولا رغبة تلك الوسائل الإعلامية في استثمار شحن الجماهير لاستقطاب الإعلان.

عمومًا مالنا وللكلام الطويل. بهذه الصفة التي قد تجعلني «أجيب العيد» وأنا أناقش إحدى قضايا الرياضة لعدم التخصص، إلا أن هذا لا يمنع من أن أطرح ما استرعى انتباهي من أن أكثر وأهمّ تعاقدات الأندية السعودية (إلا فيما ندر) تتم إمّا مع لاعبين في الغالب من الدوري التركي، وليس بينهم تركي واحد، أو لاعبين عرب من المغرب العربي، أو أفارقة مجنسين، أو لاعبين استقطبتهم بعض دول الخليج كالإمارات وقطر؟، وسؤالي وأنا غير المتخصص في الشأن الرياضي وخفاياه: لماذا الدوري التركي، ومن تستغني عنهم بعض دول الخليج؟، لماذا طالما أننا نمتلك خبراء لا يشق لهم صحو ولا مطرٌ ولا غبار كما تقول القنوات الرياضية لا نذهب مباشرة إلى دول المغرب، وإلى دوريات أخرى لنستقطب لاعبين مهاريين ومتميزين؟.

قبل أيام انتهتْ في مصر على مرمى حجر منا بطولة أمم أفريقيا بفوز الجزائر «ويسعدني أن أهنئهم»، وقبلها بطولة كوبا أمريكا في أمريكا اللاتينية «خزان المهارات الكروية»، ومع هذا لم نسمع أن ناديا سعوديا واحدًا أوفد خبراءه للبحث عن تعاقدات مباشرة من هناك؟، أعرف أن هنالك وسطاء ووكلاء وسماسرة، لكن هل يعقل إن كنا ندّعي أننا أصحاب رصيد رياضي فني كبير، كما يردد أولئك الذين يستديرون على موائد النقاش الرياضي، ويتجاوز صراخهم المجموعة الشمسية، هل يعقل ألا يكون من بيننا من لديه القدرة على استجلاب لاعبين أجانب موهوبين ومغمورين ليأتي بهم إلى دورينا بأسعار مناسبة، ثم ليسوقهم على الآخرين كما يفعل الأتراك بنا؟.

إنه مجرد سؤال بريء، اقبلوه كما هو أو صوبوني، وسلامتكم.