صحيفة اليوم

للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر تمكن سوق الأسهم السعودية من الإغلاق فوق مستوى 9.000 نقطة محققاً مكاسب طفيفة بلغت 65 نقطة أي بنسبة 0.73%، وذلك بفضل استقرار أداء القطاعات القيادية بالإضافة إلى تحسن أداء القطاع البنكي، الذي دفع السوق إلى هذه النتيجة الإيجابية، ورغم اللمحة الجيدة في هذا الأمر إلا أنه لا يعني أن السوق أصبح في وضع إيجابي بالمطلق لأن ما حصل من ارتداد يأتي ضمن المسار التصحيحي الحالي للسوق، الذي لا يمكن الحكم بإيجابيته بالمطلق إلا باختراق قمة 9.400 نقطة والاستقرار أعلى منها أما ما عدا ذلك، فجميع الاحتمالات مفتوحة.

أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت حوالي 17.1 مليار ريال مقارنةً بنحو 14.1 مليار ريال للأسبوع، الذي قبله، ولا شك أن استمرار تحسن أداء السيولة يوحي بأن ما حصل من صعود ناجم عن عمليات شراء وهذا يقوّي من المسار الصاعد ويعطي احتمالاً بأن الصعود سيستمر لهذا الأسبوع أيضاً إذا ما استمر الأداء على هذا النحو.

ويبدو أن الهبوط الحاصل في أسواق النفط خلال نهاية الأسبوع الماضي بالإضافة إلى التحركات العسكرية في المنطقة سيكون لها دور في التأثير على تحركات السوق الأيام القليلة القادمة، لذا فإنه من المهم مراقبة حركة السيولة ونقاط الدعم والمقاومة على السوق بشكل لصيق نظراً لحساسية الوضع.

» التحليل الفني

لا شك أن اختراق 9.000 نقطة والإغلاق أعلى منها يرفع من درجة الإيجابية في السوق، لكنه لا يعني أن الأمور أصبحت مستقرة لأن المحك الحقيقي يكمن في اختراق قمة 9.400 نقطة، وما دام أن هذا الأمر لم يحصل حتى الآن، فيجب التعامل مع السوق على أساس أنه في مسار تصحيحي وأنه معرّض للهبوط من أي نقطة دون المقاومة المذكورة، خاصة إذا تراجع السوق دون مستوى 9.000 نقطة وفشل في اختراقها مجدداً، فإن هذه إشارة واضحة على أن الهبوط سيتم استئنافه من جديد.

أما من حيث القطاعات فأكثر قطاع تشابه حركته حركة المؤشر العام هو القطاع البنكي وهذا يشير إلى أنه القطاع الأكثر تأثيراً على السوق في المرحلة الحالية، وحتى الآن تشير الأمور إلى أن ارتداد المصارف مستمر حتى يتراجع دون دعم 8.700 نقطة أو يفشل في اختراق قمة 9.200 نقطة ثم 9.400 نقطة على التوالي، واحتدام النقاط بهذا الشكل على القطاع البنكي إشارة على أن مساره آخذ بالضيق، وأنه في مفترق طرق في هذه الأيام. في المقابل، أجد أن الأداء على قطاع المواد الأساسية ليس بذات قوة القطاع السابق وهذا بسبب عدم ارتفاع السيولة وبقائها في مستويات متقاربة، لذلك لا يوجد زخم شرائي يدفع القطاع لاختراق مقاومة 5.700 نقطة حتى الآن، وفي نفس الوقت لا يمكن الجزم بسلبية القطاع لأنه مازال محافظاً على دعم 5.200 نقطة.

أما قطاع الطاقة بعد أن حقق مكاسب بنسبة 18% خلال أقل من ثلاثة أشهر أصبح في وضع متضخم ومهيأ للتصحيح، خاصةً مع اقترابه من مقاومة 4.800 نقطة.

كذلك الحال على قطاع الاتصالات، الذي لم يتمكن حتى الآن من اختراق مقاومة 7.150 نقطة، التي اعتبر أن الفشل في الاختراق إشارة واضحة على التصحيح.

» أسواق السلع العالمية

رغم 7 جلسات من الهبوط المستمر على خام برنت إلا أنه ما زال محافظاً على دعم 60$ للبرميل، وهذا أمر جيد ويوحي بأن التصحيح السابق رغم عمقه إلا أنه لم يلغ المسار الصاعد حتى الآن، وأن الأسعار من الممكن أن تعاود الصعود من جديد لكن هذه المرة لابد من اختراق مقاومة 66$ لتتأكد الإيجابية.

كذلك الحال على خام نايمكس، الذي لم يتجاوز في نزوله الأخير دعم 54$ رغم الضغوطات الكبيرة على الخام الأمريكي وفي هذا إشارة إلى أن الخام ما زالت لديه الفرصة في الصعود مجدداً بشرط اختراق مقاومة 60$ والبقاء أعلى منها.