صحيفة اليوم

في ظل التحسن التدريجي في أداء القطاعات القيادية أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على مكاسب بنحو 121 نقطة أي بنسبة 1.38% مقترباً بشكل كبير من مقاومة 9.000 نقطة، التي تُعتبر من المقاومات المهمة والمفصلية لما تبقى من تداولات الربع الثالث من هذا العام، ويبدو أن الأداء الجيد للقطاع البنكي خاصةً كان له دور فعال في ارتفاع نسبة الإيجابية في أداء السوق لكن بما أن المؤشر العام لا يزال في مسار تصحيحي، لذا فمراقبة المقاومات أمر لا يمكن الاستهانة به.

أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي فقد بلغت حوالي 14.1 مليار ريال مقارنةً بنحو 11.8 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، ورغم تحسن السيولة إلا أنها لا تزال ضعيفة مقارنةً بالأسابيع الماضية، وهذا يوحي بأن السوق مازال زخمه ضعيفا وحتى لو اخترق مقاومة 9.000 نقطة، فإنه لن يحافظ عليها بمثل هذه السيولة، لذا من المهم ارتفاع السيولة بشكل أكبر خلال هذا الأسبوع لو تم الإغلاق نهايته فوق مقاومة 9.000 نقطة.

وفي جميع الأحوال، فإن الأحداث الجيوسياسية في المنطقة هي مَنْ دفعت السوق أساساً للهبوط من قمة 9.400 نقطة، لذا فإن أي أخبار قوية من جانبها ستؤثر بلا شك على حركة المؤشر العام للسوق سواءً بالإيجاب أم بالسلب.

» التحليل الفني

حينما تكون الحركة تصحيحية، فإنه من المعتاد أن يكون اختراق المقاومات أمرا جوهريا، ولا يمكن تجاهله لذا فلو حدث اختراق لمقاومة 9.000 نقطة خلال هذا الأسبوع، فإنه من الضروري مراقبة طريقة الاختراق وسيولته حتى يتم التأكد من أن الاختراق قوي بما يكفي للوصول إلى قمة 9.400 نقطة أو أنه ضعيف لدرجة أن هذا الاختراق سيكون بمثابة مصيدة للمتداولين.

ولا يعني أن هبوط السوق لو حدث سيؤثر على جميع الشركات لأن المسار تصحيحي فرعي ضمن مسار صاعد رئيس، وفي هذه الحالة من الطبيعي أن تكون هناك مخالفة لحركة السوق، خاصةً من الأسهم الصغيرة والمتوسطة لذا أثناء نزول السوق خلال الأسابيع القليلة الماضية كانت هناك شركات تحقق مكاسب جيدة أمثال البحري والدريس وسافكو، لذا فالتركيز على الشركات مهم جداً حتى أثناء مرحلة نزول السوق.

أما من حيث القطاعات القيادية، فأجد أن قطاع البنوك قد تمكن من احترام مستوى 8.700 نقطة وأعطى إشارة فنية واضحة بأنه متجه نحو قمة 9.430 نقطة وبسيولة متزايدة خلال الجلسات الأخيرة، والوصول إلى المقاومة المذكورة والثبات أعلى منها أمر إيجابي لأنه سيدفع القطاع لتحقيق قمة تاريخية جديدة، وهذا بلا شك سيكون دافعا قويا للسوق.

أما قطاع المواد الأساسية فما زال يحاول الوصول إلى مقاومة 5.700 نقطة، ولكن يبدو أن زخمه الشرائي لم يسعفه حتى الآن لكن في نفس الوقت لا يمكن الحكم بسلبية القطاع ما دام فوق مستوى 5.500 نقطة.

من جهة أخرى، أجد أن قطاع الاتصالات وعلى الرغم من صعوده المتوالي خلال الأسبوعين الماضيين إلا أن المؤشرات الفنية توضح أنه لن يخترق مقاومة 7.000 نقطة بسبب أن الزخم وصل إلى مراحل شديدة الضعف وهذا يعني أنه لا توجد قوة كافية للقطاع لمواصلة الصعود، ويتأكد الهبوط بعد كسر دعم 6.500 نقطة.

» أسواق السلع العالمية

مع كل تطور في النزاع الأمريكي الإيراني تجد أسعار النفط تستفيد بشكل واضح من هذه التوترات، حيث تمكن خام برنت من العودة فوق مستوى 65$ ومن المهم جداً الاستقرار فوق هذا المستوى حتى يواصل الخام الصعود حتى مشارف 73$ للبرميل.

كذلك الحال على خام نايمكس، حيث إن استقراره فوق مستوى 57$ أمر جوهري لأنه يرفع من احتمالية وصول الخام إلى مقاومة 64$، ولا شك أن بقاء الخام فوق مستوى 57$ مرهون بتطور الأحداث في منطقة الخليج، بالإضافة إلى تطور موضوع المخزونات التجارية الأمريكية، التي بدأت تتراجع بشكل لافت خلال الأسابيع القليلة الماضية مما يدفع الخام لمزيد من المكاسب إذا ما استمرت المخزونات على هذه الوتيرة.