إسلام فرج

تساءل موقع مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية عما إذا كانت روسيا تقوم بإنشاء جيش على الطريقة النازية يتكوّن من جنود خارقين من الناحية الجينية.

وبحسب مايكل بيك، في مقال نُشر يوم الجمعة الماضي، فإن الجيش الروسي سيكلف الجنود استنادًا إلى ما يُسمّى «جوازات مرور جينية».

ونقل بيك عن رئيس أكاديمية العلوم الروسية، ألكسندر سيرغييف، قوله لوكالة «تاس» الروسية: المشروع علمي وأساسي وواسع النطاق، يتمثل جوهره في العثور على مثل هذه الاستعدادات الوراثية بين الأفراد العسكريين؛ ما سيسمح بتوجيههم للتخصصات العسكرية بشكل صحيح، وأضاف سيرغييف قائلا: يتعلق الموضوع بفهم البعد الجيني لمن هم أكثر ميلا للخدمة في الأسطول، ومَن هم الأكثر استعدادا للعمل كمظليين أو العمل ضمن سلاح المدفعية.

» التكنولوجيا الطبية

وبحسب الكاتب، فإن التقدم في التكنولوجيا الطبية يجعل الاختبارات الجينية إجراء طبيا شائعا، يتم استخدامه للكشف عن الأمراض الوراثية أو خطر الإصابة بأمراض معينة. وتابع: لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبنى علم الوراثة بشغف، وفي مارس، أصدر الكرملين مرسوما دعا إلى إجراء شهادة جينية للسكان، مع مراعاة الإطار القانوني لحماية البيانات المتعلقة بالجينوم البشري الشخصي، وتشكيل الملف الوراثي للسكان، لافتا إلى أن ذلك بغرض حماية سكان روسيا من الهجوم الكيماوي والبيولوجي، وكذلك حماية التراث الوراثي لروسيا من الجواسيس والمخربين الغربيين. ومضى الكاتب يقول: أثار ذلك أيضا مخاوف من أن روسيا تتجه نحو برنامج تحسين النسل على الطراز النازي، حيث سيتم تفضيل مجموعات معينة، مثل الروس من أصول السلافية.

وبحسب بيك، ففي كلتا الحالتين، سوف يستخدم الجيش الروسي الوراثة لتقييم تلك الصفات الإنسانية التي لا يمكن التنبؤ بها، مثل: كيف سيكون رد فعل الشخص في القتال.

» سلوك الإنسان

ونقل الكاتب عن سيرغييف، قوله: لا يشمل المشروع فقط تقييم الحالة الفيسيولوجية، ولكن أيضا التنبؤ بسلوك الإنسان في المواقف العصيبة والحرجة، ومن الأمور التي قد يشتمل عليها جواز المرور الجيني للجندي: مقاومة الإجهاد، وكذلك القدرة على القيام بعمليات بدنية وعقلية، وما إلى ذلك.

وتابع كاتب المقال: ليس الجنود وحدهم هم الذين سيتم تعريفهم وراثيا، في ديسمبر 2018، أعلنت عالمة روسية أنه سيتم اختبار رواد الفضاء.

وأردف الكاتب: لنكن واضحين، فإن العديد من الجيوش تستخدم نوعا من الاختبارات، مثل اختبار (ASVAB) في الجيش الأمريكي، لتحديد مدى الأهلية للخدمة العسكرية، وما إذا كان الشخص مناسبا لمناصب معينة مثل الوظائف الفنية، ويقوم الجيش الأمريكي بجمع الحمض النووي من الجنود لتحديد جثثهم إذا قتلوا، ولا يستخدم الاختبارات الجينية لتكليف الأفراد. واعتبر الكاتب أن الاكتفاء بذلك في أمريكا بسبب أن الاختبارات الجينية قد تثير بالتأكيد مخاوف بشأن الخصوصية والتنميط العرقي.

واختتم الكاتب: السؤال الأكبر هو هل يمكن للجيش أن يقرر ما إذا كان شخص ما أكثر ملاءمة ليكون طيارا أو قناصا أو طاهيا بناء على ملفه الوراثي.