اليوم، الوكالات - الخرطوم

رئاسة «سيادي» السودان بالتناوب.. ومجلس وزراء «مدني»

خرج مئات السودانيين، فجر أمس الجمعة، في عدد من أحياء العاصمة الخرطوم، للتعبير عن فرحتهم وترحيبهم بالتوقيع السياسي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، فيما رحبت المملكة بالاتفاق، مؤكدة موقفها الثابت الداعم للسودان وشعبه الشقيق.

وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة بالاتفاق الذي تم التوصل له في جمهورية السودان الشقيقة، معبرًا عن تطلع السعودية لأن تشكل هذه الخطوة المهمة بداية لمرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار، بما يلبي تطلعات الأشقاء في السودان.

ووفقا لما نقلته «واس»، أكد المصدر على ثبات موقف المملكة الداعم للسودان وشعبه الشقيق في كل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره، وذلك بعد اتفاق الطرفين على «إقامة مجلس للسيادة بالتناوب بين العسكريين والمدنيين ولمدة ثلاث سنوات أو تزيد قليلًا».

وتوافقا أيضًا على تشكيل «حكومة مدنية سميت حكومة كفاءات وطنية مستقلة برئاسة رئيس وزراء»، وعلى «إقامة تحقيق دقيق شفاف وطني مستقل لمختلف الأحداث العنيفة، التي عاشتها البلاد في الأسابيع الأخيرة».

واتفق العسكري والقوى كذلك على «إرجاء إقامة المجلس التشريعي».

» فرحة غامرة

وسبق أن اتفق الطرفان على أن يحصل تحالف قوى الحرية والتغيير على ثلثي مقاعد المجلس التشريعي، قبل أن تفض قوات الأمن اعتصامًا في الثالث من يونيو؛ مما أدى إلى مقتل العشرات وانهيار المحادثات.

وأبلغ شهود «رويترز» بأنه ما إن وردت أنباء التوصل للاتفاق حتى عمّت الاحتفالات شوارع مدينة أم درمان الواقعة في الجهة المقابلة من الخرطوم عبر نهر النيل. وخرج آلاف الأشخاص من جميع الأعمار إلى الشوارع وأخذوا يرددون «مدنية! مدنية! مدنية!».

وقرع الشبان الطبول وأطلق السائقون أبواق سياراتهم وزغردت النساء احتفالًا.

وشمل اتفاق الطرفين على تشكيلة المجلس السيادي في البلاد، وذلك على أن تكون رئاسة المجلس السيادي بالتناوب ولمدة 3 سنوات على الأقل، والتحقيق بشكل شفاف في أحداث العنف الأخيرة.

سودانيون يجوبون شوارع الخرطوم فرحين باتفاق «قوى الحرية» و«العسكري» (رويترز)


» إعلان الاتفاق

وبعد يومين من المفاوضات المباشرة، التي رعاها ويتوسط فيها الاتحاد الأفريقي، أعلن مبعوث الاتحاد، محمد الحسن ليباد، في وقت مبكر من فجر الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.

وأوضح ليباد، في مؤتمر صحفي عقب جولة المفاوضات التي استمرت حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة، بحضور الوسيط الإثيوبي، أن الطرفين اتفقا على إقامة تحقيق وطني مستقل وشفاف بشأن الأحداث الأخيرة، وتشكيل مجلس سيادي بالتناوب بين العسكريين والمدنيين لمدة 3 سنوات أو تزيد، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة برئاسة رئيس وزراء مستقل.

وأظهر أن الجانبين توافقا على إرجاء تشكيل المجلس التشريعي إلى ما بعد تكوين المجلس السيادي والحكومة المدنية، وأن يعمدا بمسؤولية لاتخاذ الإجراءات، التي من شأنها تحسين الأجواء وخلق جو مواتٍ للوفاق.

» شكر الوسطاء

من جانبه، أكد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، أن الاتفاق سيكون له ما بعده وسيكون شاملًا، ولا يقصي أحدًا، ويستوعب الحركات المسلحة والقوى السياسية، وكل طموحات الشعب السوداني وثورته الظافرة.

وأعرب نائب رئيس المجلس العسكري عن شكر السودان وتقديره لجهود الوسيطين الأفريقي والإثيوبي على جهودهما في تقريب وجهات النظر والروح الطيبة، التي تحلت بها قوى إعلان الحرية والتغيير.

وأثنى الفريق أول حميدتي على دور الوسطاء الوطنيين وجهود سفراء الدول العربية وأمريكا وبريطانيا، التي ساهمت في التوصل إلى الاتفاق.

» تشكيل المؤسسات

من جهته، قال القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، عمر الدقير: إن الاتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية لتنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والاهتمام بقضية السلام.

وأعرب عن أمله بأن يكون الاتفاق بداية لعهد جديد تسوده الوحدة والوعي والإرادة الجماعية لتحقيق أحلام الشعب السوداني وإسكات صوت البندقية إلى الأبد وتحقيق المصالح الوطنية.

يُشار إلى أنه من المتوقع توقيع الاتفاق خلال أيام في العاصمة السودانية الخرطوم، بحضور الرئيس الإثيوبي، وعدد من القادة الأفارقة ومسؤولين دوليين.

» روح إيجابية

ووجد التوقيع بشأن تشكيل مجلس سيادي مشترك، ترحيبا عربيا ودوليا.

وأثنى الأمين العام للجامعة العربية، د. أحمد أبوالغيط في بيان أمس، على الروح الإيجابية البناءة والمرونة التي تحلت بها كافة الأطراف بما أفضى إلى الوصول إلى هذا التوافق السوداني الهام.

إلى ذلك رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، مشددة على استمرار قيامها بكل ما يلزم نحو دعم الأشقاء السودانيين لتجاوز المرحلة الحالية واستعادة السودان لدوره الهام عربياً وأفريقيا ودوليا».

من ناحيته، وصف وزير الخارجية البريطاني جيرمي هينت الاتفاق بأنه «لحظة تاريخية»، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة تظل على أهبة الاستعداد لتقديم كل العون الممكن للسودان خلال مرحلة انتقاله للحكم المدني وما بعدها.