صفاء قرة محمد ـ بيروت

ضغوط متزايدة وضربات تتوالى عليه داخليا وخارجيا

يعيش «حزب الله» اللبناني أسوأ أيامه حاليا، فالضربات تتوالى عليه من كل حدب وصوب، حيث خسر في سوريا أمام روسيا، بدفعه أثمانا سياسية ومادية وشعبية لقاء هذا الانخراط الدموي في الحرب السورية منذ 9 سنوات.

وها هو «حزب الله» يواصل اليوم دفع أثمان مالية جرّاء العقوبات الأمريكية التي تحاصره من كل جانب، حتى وصلت به الأمور إلى «شحذ» التبرعات لإعالة عناصره وعائلات قتلاه، فواشنطن تواصل ضغطها حيث أدرجت رئيس وحدة استخبارات الحزب حسين علي هزيمة على لائحة الإرهاب.

» سياق طبيعي

ويجزم الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل حلو، في تصريح لـ«اليوم» بأن تصنيف رئيس وحدة استخبارات «حزب الله» على قوائم الإرهاب الأمريكية «يعتبر أمرا غير مستغرب، خصوصا بعد تصنيف واشنطن «حزب الله» على قوائم الإرهاب في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة بين أمريكا وإيران، وتتجه الأمور بينهما نحو المزيد من التصعيد، فإيران تريد تخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى مما مسموح به بنسبة 3.6%، واليوم تدرج واشنطن المسؤول الأمني لحزب الله على لائحة العقوبات».

وأضاف حلو: «لا يمكننا أن نغض النظر عن الغارة الإسرائيلية التي حصلت على القلمون السوري ومحيط دمشق وحمص والتي استهدف فيها 10 مراكز وكل مركز استهدف بعدة صواريخ حيث أفادت المعلومات عن وقوع قتلى في صفوف ميليشيات موالية للنظام السوري، وبالتالي حزب الله من بينهم، وهذا الاستهداف يعني ضرب مراكز للحزب، خصوصا أنه متواجد في القلمون الشرقي المتاخمة للحدود اللبنانية».

» ضغوط متصاعدة

وقال الخبير العسكري حلو: «كشفت إحدى الصحف الإسرائيلية أن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، أعطى أوامره لجميع عناصره للانسحاب من منطقة دمشق، فهذه الضغوط متصاعدة على الحزب، ومن الممكن أن تنذر بأحداث سلبية على الأراضي اللبنانية في حال حصول صدام مسلح بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران».

وزاد: «مما لا شك فيه أن العقوبات الأمريكية أثرت كثيرا على ميزانية «حزب الله» من إيران والتي تقارب المليار دولار سنويا، كما يتردد أي مما يعادل ميزانية الجيش اللبناني، فلقد أجبرت طهران على تخفيض مداخيلها بالمقارنة مع العام الماضي 40%، وذلك بسبب عدم تمكنها من تصدير النفط».

» دعوة للتبرع

وأشار حلو إلى أن «العقوبات على إيران، تطال أيضا المشتقات الكيميائية والفستق، وهذا يعني أن ميزانية «حزب الله» خفضت إلى النصف مما دفع نصرالله للطلب من الناس التبرع للحزب، ونرى أن هناك صناديق للتبرعات في العديد من الأحياء والمناطق الشيعية المناصرة للحزب».

وأكد أن «هذه العقوبات أثرت كثيرا على رواتب عناصر «حزب الله»، لهذا فالتأثير العسكري على هذا الحزب يبدو واضحا، فمن دون الموارد المالية التي كانت تضخ للحزب، لا يمكن الاستمرار عسكريا كما كان الحال سابقا فلا أحد يعمل من دون مقابل مادي».