إسلام فرج

مزيد من التعاون مع السعودية والإمارات

» الرياض وأبوظبي

وبحسب «دنيانيش كمات»، الخبير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، فإن سلسلة من القرارات والتطورات السياسية التي جرت هذا الشهر تستهدف تعميق علاقات نيودلهي مع الرياض وأبوظبي على حساب إيران.

ولفت الكاتب في مقاله، المنشور يوم الجمعة الماضي، إلى أن الهند تعمل من أجل حماية إمدادات النفط وسلامة أبنائها الذين يعملون بدول الشرق الأوسط.

وأضاف: فاز «ناريندرا مودي» بالانتخابات العامة الهندية في شهر مايو بالأغلبية، على الرغم من الاقتصاد المتعثر وارتفاع معدل البطالة، وكان الفوز في المقام الأول بسبب شعبية مودي الشخصية، وكذلك قضية الأمن القومي، التي لم يكن لدى المعارضة المنقسمة برنامج مضاد وموثوق بشأنها.

وأشار إلى أن مودي يدرك تماما أن إنعاش الاقتصاد الهندي وخلق فرص العمل يجب أن يكون هدفه الأساسي في ولايته الثانية، بالإضافة إلى حماية البلاد من الإرهاب والصراعات الخارجية. وأردف: باعتبارها مستوردًا للطاقة، يتعين على الهند أيضًا ضمان استمرار إمدادات النفط الخام والغاز بأسعار معقولة للحفاظ على صحة اقتصادها، موضحًا أن رغبة مودي في إنعاش الاقتصاد جعلت توجهاته تتركز نحو التصنيع، وهو ما يقتضي الحصول على رأس المال والتكنولوجيا، وأشار إلى أنه لتحقيق هذا الهدف، فإن نيودلهي ستسعى لتطوير علاقاتها مع السعودية والإمارات.

» عزل إيران

ومضى الكاتب يقول: في نفس الوقت، فإن الجهود الأمريكية لعزل إيران دبلوماسيا واقتصاديا ستجبر الهند في نهاية المطاف على التخلي عن العلاقات بإيران، وتابع: في العقد الماضي، كانت علاقات الهند مع إيران تركز على واردات النفط، وقد توقف هذا الآن تقريبًا، وخفضت نيودلهي واردات النفط من إيران خلال العام الماضي بنسبة %48، مع سد الفجوة من قبل الولايات المتحدة والإمارات والسعودية. وأضاف: أعلنت ولاية «ماهاراشترا» الغربية هذا الشهر عن موقع جديد لمجمع تكرير نفط تبلغ تكلفته 44 مليار دولار وتبنيه الشركات الهندية المملوكة للدولة بالشراكة مع أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية، وعند الانتهاء منه، سيعالج المجمع 1.2 مليون برميل يوميا وسوف يمنح ذلك الهند إمدادات ثابتة من الوقود، بالإضافة إلى تزويد كل من السعودية والإمارات بأسواق جديدة لصادراتهما من البتروكيماويات.

وبحسب الكاتب، من المرجح أن تركز علاقات الهند مع السعودية أيضًا على تبادل المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب. وأضاف: على المستوى الدبلوماسي، ستظهر السعودية كمحاور غير رسمي بين باكستان والهند، وهو الدور الذي لعبته بعد اندلاع التوترات الأخيرة بين البلدين.

» دور هندي

ومضى دنيانيش كمات يقول: لعل الأكثر أهمية هو حقيقة أن نيودلهي قد تلعب دورا عسكريا أقوى في منطقة الخليج العربي لضمان سلامة 7.6 مليون هندي هناك، وكذلك لحماية إمداداتها النفطية.

وأعلنت الهند هذا الشهر أنها سترسل سفنًا حربية وطائرات مراقبة لمرافقة سفنها التجارية في الخليج العربي.

والهند لديها اتفاقات لسفنها البحرية للوصول إلى ميناء الدقم في سلطنة عمان، التي يمكن استخدامها في حالة زيادة التوترات الإقليمية.

وبالتالي، فإن التقاء العوامل - ضرورات مودي المحلية، والاضطرابات الجيوسياسية العالمية، وتوترات إيران مع الولايات المتحدة وحلفائها - يعني أن سياسة الهند في الشرق الأوسط من المرجح أن تشهد تغييرا كبيرا خلال السنوات القليلة المقبلة، يدفعها لأن تنخرط بعمق أكثر في المنطقة.

أكد موقع «آسيا تايمز» أن الضرورات المحلية والاضطرابات الجيوسياسية العالمية تدفع الهند إلى تعميق وجودها في الشرق الأوسط بصفة عامة، وتعزيز علاقاتها بالسعودية والإمارات خصوصا.