محمد العصيمي

ليس هناك دولة عاقلة في هذا العالم تريد الحرب. والمملكة، كما هو معروف عنها تاريخيا من أعقل الدول وأحكمها، الأمر الذي أثبتته كثير من الأحداث والعواصف التي عصفت بالمنطقة.

لذلك جاء حديث ولي العهد، حفظه الله، لصحيفة «الشرق الأوسط» ليؤكد مجددا على هذا الموقف السعودي الذي يرفض الحرب ويدعو إلى السلام، مع ما قد يكون في ذلك من طول مشقة وأثمان لكنها لا تقارن، بأي حال من الأحوال، بمشقات الحروب وأهوالها وكلفتها الباهظة.

في المقابل فإن تجنب المملكة للحرب بأي ثمن لا يعني أنها يمكن أن تُهدد مصالحها ومكتسباتها وأمنها وتصمت. هذا غير وارد عند كل الدول وليس المملكة فقط. الدول، بطبيعة الحال، تدافع عن مصالحها ومكتسباتها وحدودها أمام أي تهديد يأتي من دولة معادية، لأن هذا حق طبيعي وحق تقره كل التشريعات والقوانين الدولية.

يعني هذا أن إيران إذا اختارت الحرب، وحتى لو تراخى أو تسامح معها العالم كله، فإنها ستواجه من المملكة بكل ما تملكه من ثقل وقدرات تسليحية وحربية لتدافع عن نفسها وشعبها ومصالحها.

ما يمكن أن يقال، إلى الآن، أن يد المملكة وكل دول الخليج لا تزال ممدودة للإيرانيين. وهناك رغبة صادقة من هذه الدول في تحقيق السلام معها؛ لتكون دولة جارة صافية النوايا والأهداف. أما إذا أصرت على مواقفها العدائية فهي أكثر من سيدفع ثمن الحرب، سواءً أكانت هذه الحرب ساخنة أم باردة.

وليس ثمة ما يمكن أن نراهن عليه في هذه المرحلة سوى عقل حكم جديد ورشيد يسوس إيران ويبعد عنها وعن المنطقة شبح الحرب التي، كما يقال، يعرف الجميع كيف تبدأ لكنهم لا يعرفون كيف تنتهي.