د. فيصل العزام

العقل الباطن هو مخزن للخبرات والذكريات القديمة للإنسان والمعتقدات والعادات والمهارات وكل المواقف التي تحدث للإنسان في حياته.

لذلك يجب على الإنسان بعد كل فترة وأخرى أن يعيد ويدرس صحة بعض المعتقدات والأفكار ويتعرف الإنسان على صحة هذه المعتقدات والأفكار ومدى صحتها وملاءمتها وأثرها على حياته؛ لأن هناك بعض الأفكار والمعتقدات والعادات تتغير بتغير الزمن وتكون غير صالحة من زمن إلى زمن أو يثبت عدم صحتها، لذلك يجب على الإنسان مراجعة هذه الأفكار والمعتقدات، فبسبب تراكم هذه المعتقدات والأفكار والعيش بها طوال فترة حياتك تضيع فرص رائعة عنك.

ولنعلم أن الأفكار عملية ديناميكية تلقائية مستمرة مع الإنسان تنشأ عنها أفكار تلقائية مختلفة والأفكار في ذاتها لا تسبب لنا معاناة ولكن تعلقنا بها هو الذي يؤلم ويسبب لنا المعاناة عندما تصبح الفكرة مسيطرة مع عدم التأكد من صحتها، وبذلك تتحول تلك الأفكار إلى معتقدات في أذهاننا نقوم بتوجيهها إلى سلوكيات في حياتنا، فالمعتقد ما هو إلا فكرة يتعلق بها الإنسان لسنوات طويلة.

المعتقدات التي تنشأ من الأفكار التي نؤمن بها ونصدقها تتشكل بصورة رئيسية خلال الطفولة ويتم توريثها من الأب والأم وتتأثر بها معظم تصرفاتك ومن خلال هذه المعتقدات أو المفاهيم تقوم بخلق قواعد تنظيم السلوك، فإذا كانت هذه المفاهيم إيجابية ترشدك إلى كيفية العيش بواقعية مرنة ويقودها الخوف، والمعتقدات هي أساس الشخصية وهي التي تحدد بصورة كبيرة ما تستطيع أو لا تستطيع أن تفعله وأن هذه المعتقدات مهمة وأساسية جدا للشخصية، وقليل من الناس من يدرك هذه الحقيقة وأن كل جزء من حياتك يصنع عبر هذه المعتقدات ومن أجل إحداث التغيير يجب أن نساعد أنفسنا ونساعد الآخرين على تغيير المعتقدات وتكوين معتقدات جديدة تسمح لهم بالاستمرار في تحقيق التغيير المستمر في المستقبل، وأنصح باستخدام تمرين الدماغ الذي يسمح بالتركيز على إستراتيجية التصور الذهني وبدور هذا التمرين يركز على الصور العقلية الجيدة والاهتمام والتذكر الذي ينشط الذاكرة، وهو بمثابة تدريب هام جدا للدماغ وزيادة الثقة وتحسين الأداء، فالدماغ لا يستطيع التمييز بين الصور التي تحدث في الواقع وبين تلك التي تنشأ بفعل الإنسان من خلال العملية الذهنية بفعل التصور الداخلي، فمناطق الدماغ تتحفز عمليا من صور الواقع الحقيقية وكذلك من الصور التي ينشئها الإنسان من خلال عملية ذهنية بحتة، فالتصور الذهني يؤدي نفس الوظيفة التي تؤديها الصور الحقيقية على مناطق الدماغ وهذه نعمة من الله جلت قدرته للإنسان وأداة عظيمة لتعزيز التفاؤل والثقة بالنفس لذلك يمكننا الاستفادة من هذا التدريب لتكون حياتنا أفضل.

ولا تدع العوائق الوهمية بسبب الأفكار والمعتقدات تؤثر على مسار حياتك، وعليك بعملية التجديد والتغيير، واجعل كتاب الله وسنة رسوله مصدريك، ولا تجعل مصدرك وجهات نظر من الآخرين.