عبداللطيف الملحم

كنتُ أسمع الكثير من الكلام الجميل والثناء على الهلال الأحمر السعودي.. ولكن للأمانة كنتُ فقط أسمع هذا الكلام عن هلالنا الأحمر دون معرفة ذلك من خلال أي تجربة شخصية معه أو مع أطقمه وكوادره؛ إذ لم أكن في يوم من الأيام في حاجة له، والحمد لله.

وهنا سأترك تجربتي مع هلالنا الأحمر، وللقارئ الحكم على ما يقدمه للمواطن والمقيم.

يوم السبت الماضي، وفي الساعات المبكرة من صباح ذلك اليوم، اضطررت للتعامل مع الهلال الأحمر من خلال رقمهم 997 لتتم الإجابة على الاتصال باحترافية ودقة في التعامل مع المعلومة. وما إن انتهت المكالمة حتى وصلتني رسالة بعد عدة ثوان تبلغني بإنشاء بلاغ، وكذلك رقم تذكرة تخص المكالمة.

وبعد حوالي ثلاث دقائق كانت سيارة الإسعاف متواجدة في المكان الذي قمتُ بتحديده. ورأيت الرسائل الخاصة بطلب الإسعاف في هاتفي الجوال ليتضح لي أنه من وقت طلب الإسعاف إلى وقت وصول السيارة لم تكن أكثر من دقائق معدودة. وهذا أمر جميل ويرفع الرأس، ولكن أجمل ما في الأمر هو أنه بعد وصول سيارة الإسعاف، ترجّل منها اثنان من الشباب السعوديين، وتحدثا وسألا أسئلة عن الحالة بأسلوب كله ثقة بالنفس، ومعرفة بالواجبات، وتعاملا مع الحالة بكل احترافية.

ومرت الأمور بسلاسة، وكل شيء انتهى «ولله الحمد» على خير. ولكن.. وللأمانة، لم أكن أرغب في طرح تجربة شخصية تخصني في مقال للرأي. ولكن رأيت أنه من الضروري أن أسلّط الضوء على نقطة من نقاط كثيرة مضيئة ومشرّفة أراها في بلدي، وأحيّي مَن يقوم بالدور من شباب وفتيات في هذا البلد، وهي خدمات رغم أننا نراها روتينية، إلا أن هناك مَن يفتقدها في كثير من البلاد. وتوجد لدينا خدمات عامة كثيرة نراها ونتعامل معها على أنها أمر روتيني، ولكن عندما نتحدث مع كثير من المقيمين في هذا البلد نسمع منهم أن هناك خدمات متطورة كثيرة تتمتع بالمهنية وحسن الأداء، ولكن لا يرونها بكثرة في بلادهم. وعندما يسافر المواطن لدول مصنفة بأنها متطورة، فأحيانا يرى بأم عينه الفروقات بين تطور الكثير من الخدمات لدينا والجاهزية، فالهلال الأحمر مثلًا ليس مقتصرًا على سيارة إسعاف ومسعفين، ولكن لديه كوادر وآليات ومنظومة متكاملة تجعل المواطن فخورًا بهم.

وأخيرًا أقول لهلالنا الأحمر السعودي: نعم.. رايتكم بيضاء.