محمد العويس - الأحساء

يمر بها الدرب السلطاني للوصول إلى الميناء

تقع قلعة بريمان على الطريق القديم للقوافل الذي يبدأ من مدينة الهفوف وينتهي بميناء العقير، أو ما يسمى بـ«الدرب السلطاني»، وحاليا تقع القلعة على مسافة 5 كم جنوب طريق الهفوف العقير الحالي. وقال الكاتب والمؤرخ عبد الله حمد المطلق لـ«اليوم»: إن قلعة بريمان أمر ببنائها أحمد مدحت باشا أثناء وجوده في الأحساء؛ بهدف تأمين الشريان الرئيسي الموصل بين الأحساء وميناء العقير وهو «ميناء الأحساء المهم والوحيد»، والذي يعد بمثابة بوابة شرق الجزيرة العربية ووسطها على الخليج العربي، وكان الطريق مخيفا لانعدام الأمن فيه، ويعد أسوأ مكان يتعرض الناس فيه للسلب والنهب والقتل، مما قاد إلى تعطيل الطريق، وانقطاع سير القوافل التجارية دون مصاحبة حماية عسكرية لها، ولذا رأى أحمد مدحت باشا أن أهم الواجبات أن يحظى هذا الطريق باهتمام خاص وعناية فائقة، تؤمن حمايته وتجعله سالكا وآمنا، ليبادر بوضع ثلاثة مخافر للشرطة، أولها في الميناء نفسه، والثاني في بريمان، والثالث في مدينة الجفر، وإنشاء أربعة أبراج للجيش على الطريق في كل من: برج سلامة، وبرج البصير، وبرج أم البوم، وبرج كنزان وهي من الأماكن التي يستخرج الماء فيها بسهولة وبسرعة، وأن يرابط في كل منها ما بين «10 إلى 20» فردا من الجند لتأمين الطرق، وأن تنشر مجموعات من القوات العثمانية في نقاط مختلفة من الأحساء. وقال المطلق: كان بريمان من أهم المراكز التي اهتم بها العثمانيون منذ البداية لحماية طريق الهفوف - العقير، وكان مما شجعهم على اختياره اكتشاف عين للماء به، إضافة إلى موقعه الجيد، حيث يقع على مسافة ثلاث ساعات ونصف من الميناء، وقد وضع العثمانيون فيه في بداية الأمر سرية من الجيش النظامي، إلا أن الرأي استقر فيما بعد على إحلال عشرين رجلا من الشرطة الخيالة، وبعض من المشاة العرب مكانها. أهمية الموقع وقال المطلق: قصر بريمان أحد القلاع الأثرية القديمة، التي كانت بمثابة محطة استراحة ومحطة حامية للقوافل التي تتجه من ميناء العقير إلى مدينة الهفوف، عبر الطريق البري القديم. وقلعة بريمان شيدت على أيام الدولة العثمانية لحماية القوافل من قطاع الطرق، وبريمان شيدت على قمة هضبة ترتفع عن الأرض، ومساحه القلعة تقدر بـ300 متر مربع تقريبا، وشيدت بالحجارة الجبلية، والبعض تم اقتلاعه من جبال العقير ذات اللونين الأحمر والبني. وهي عبارة عن قلعة مربعة الشكل، تحيط بها أسوار من جميع الجهات، والقلعة تتميز ببنائها الشامخ، وفي زواياها الأربع ثلاثة أبراج مربعة الشكل. البوابة وأشار المطلق إلى أن للقلعة بوابة من جهة الجنوب، عرضها متر واحد، وارتفاعها متران تقريبا، ولا يوجد عليها باب، وتوجد للقلعة ثلاثة أبراج، الأول يقع في الزاوية الشمالية الغربية والبرج الثاني يقع في الزاوية الشمالية الشرقية، والبرج الثالث يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية، وهذه الأبراج منبسطة على شكل مربع، وبين كل برج وآخر يطل على القلعة توجد بينها غرف للاستراحة، وغطت الرمال أجزاء كثيرة من القلعة.