اليوم ـ مكة المكرمة، المدينة المنورة

دعا إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. سعود بن إبراهيم الشريم عموم المسلمين إلى لزوم جماعة المسلمين، قائلا: عليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: إذا كان فعل السيئة قبيحا، فما أشنعه وأقبحه بعد فعل الحسنة، وإن كانت الحسنات يُذهبن السيئات، فإن استئناف السيئات يعكِّر الأعمال الصالحة ويزاحمها، فإن مَنْ وقع في التقصير بعد التمام، أو تمكَّنت منه الذنوب بعد الإقلاع عنها، لهو ممَّن أفسد على نفسه الفوز بالطاعة، ولو غشَّ نفسه بعبادات موسمية يسيرة، إلا أنها لا تبرح مكانها، هذا إن لم يكن حين أدائها مسلوبا لذَّة المناجاة وحلاوة التعبد لعزمه العود إلى ما كان قبل الطاعة، لقد ذقتَ شيئًا من طعم العبادة في شهر رمضان، فلا تعكِّرن هذا الطَّعْم بما يشينه، وعليك بالدوام وإن قَلَّ، فليست العبرة بالكَمِّ وإنما هي بالكَيْف، فالحسنة بعشر أمثالها، وصيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ست من شوال بستين يوما فصارت العدة اثني عشر شهرا أي دهرا كاملا والدهر هو السنة. وإن من رحمة الله لعباده أنه لما نهاهم عن صيام الدهر كما صحت بذلك الأخبار عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- جعل لهم في صيام رمضان وست من شوال ما يحصل أجره دون الوقوع في النهي عن صومه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

من جهة أخرى، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي الحذيفي -في خطبة الجمعة- أن التجارة والسعادة والفوز في طاعة رب العالمين وأن أبواب الخير والصالحات مفتوحة بعد رمضان.

وقال: لقد مضى شهر العبادة والزيادة وفتح الله لهذه الأمة أبوابا من الخير والصالحات بعد رمضان، فالمفروضات قائمة وثوابها مضاعف الأجور، كل عمل صالح في رمضان شرع مثله في غيره وجوبا أو استحبابا، وربكم الرحمن الرحيم ومن رحمته أن يديم على عباده ما يوجب رحمته، وألا يقطع عنهم فضله وإحسانه، وربنا المعبود في السماوات والأرض، قال الله تعالى: «وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم»، وهو المعبود في كل زمان وهو الغني بذاته والخلق إليه مضطرون محتاجون، وهو سبحانه أحق من عبد وأحق من ذكر، أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذا بقوله: «اتق الله حيثما كنت وأتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن».