إبراهيم المشعل - الأحساء

أماكن أثرية يقصدها السياح من مختلف بلدان العالم

ظل منزل «الدوغة» صامداً لأكثر من 600 عام مجاوراً لجبل القارة الشهير شرق الأحساء، بطابعه المعماري القديم، الذي يحكي تراث وتاريخ صناعة الفخار، حيث مزج المنزل بين النخل والجبل والماء، ليحوي صناعة منتجات الفخار من الطين بأنواعها، كأحد أهم الحرف اليدوية والشعبية بالمنطقة، والأكثر رواجاً واستقبالاً للوفود والسياح طوال العام.

صاحب الدوغة الحالي هو علي بن حسين بن هيثم الغراش، الذي توارث المهنة ونقلها إلى أولاده وأحفاده، الذين ما زالوا يمارسون تلك المهنة، وسط اهتمام تراثي من الجهات المعنية بالتراث، بهدف المحافظة من الاندثار واستمراريتها.

اشتهرت عائلة الغراش ببلدة القارة بتوارثها مهنة صناعة الفخار في «الدوغة» جيلاً بعد جيل، في الوقت الذي شارك علي الغراش في العديد من المعارض العالمية في فرنسا وأمريكا وكندا.

تقدم الدوغة بطابعها التراثي والشعبي، العديد من المنتجات الفخارية والهدايا التذكارية، التي تصنع من الفخار، فلا يمكن للسائح حين جولته في معالم الأحساء، إلا المرور على الدوغة واقتناء بعضاً من المنتجات الفخارية، التي تعطي شعوراً تراثياً عبر رائحتها العتيقة، فهو من الأماكن السياحية والأثرية، التي يقصدها الكثيرون من مختلف بلدان العالم، فاتحاً ذراعيه لاستقبال جميع الوفود طوال أيام الأسبوع من الزائرين والسياح، من المواطنين والمقيمين داخل المملكة، والزوار الخليجيين، وذلك لمشاهدة هذا المكان العريق والعودة إلى بلدهم وهم يحملون بعض الهدايا.

دوغة الغراش بالقارة، هو منزل قديم وشعبي، تحول إلى موقع سياحي وأثري ينتج المشغولات الفخارية، التي يتم حرقها في أفران لتظل قوية ومتماسكة، ليخرج لنا بمجموعة من التحف والأواني، التي يتم تصنيعها يدويًا باحترافية فائقة، بدعم متابعة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.

زوار منزل الدوغة، أكدوا أن المكان يوحي بالأصالة والماضي لتاريخ وتراث الأحساء العريق، وسط روعة الموقع الذي تفوح منه رائحة الطين العتيقة، بجوار مغارات جبل القارة المعلم الأشهر في الأحساء.