كلمة اليوم

عُرفت المملكة بالوقوف إلى جانب الدول الشقيقة لمساعدتها على النهوض بمقدراتها وصناعة مستقبل أجيالها الأفضل، وقد تحول هذا الوقوف إلى عادة حميدة التزمت بها القيادات الرشيدة في هذا الوطن لما لها من آثار وانعكاسات كبرى لتحقيق التضامن العربي والتضامن الإسلامي المنشودين، كما سعت المملكة في ذات الوقت لرأب الصدع عند نشوب الأزمات والخلافات بين الدول العربية والإسلامية ناشدة الوصول إلى مستويات عالية من الصلح والوفاق لإعادة الحياة الطبيعية إلى مجاريها في الدول التي تستعين بالمملكة لإنهاء أزماتها الطاحنة ومشاكلها القائمة، وقد نجحت المملكة أيما نجاح في مساعيها تلك وأشادت تلك الدول بالمواقف المشرفة للمملكة التي ساعدتها على تجاوز أزماتها ومشاكلها.

والهدف الذي تسعى إليه القيادة الرشيدة بالمملكة يتمحور في تقوية الصفوف العربية والإسلامية ومدها بأسباب القوة والبقاء وإبعادها عن شبح الأزمات، وقد وقفت المملكة ومازالت تقف بكل ثقة واطمئنان مع الدول الشقيقة في العالمين العربي والإسلامي لمساعدتها على تجاوز أزماتها الاقتصادية والنهوض بمرافقها ومؤسساتها، إيمانا منها بأن هذا النهج سوف يؤدي للوصول إلى تحقيق التكافل العربي والإسلامي ويحقق التضامن المنشود بين الدول العربية والإسلامية، وما زالت المملكة تقف على رأس الدول المانحة للمساعدات لسائر المتضررين من الكوارث والأزمات الطبيعية وغير الطبيعية، وقد شهدت المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية بأهمية الدور الفاعل الذي تقوم به المملكة إزاء مواجهة تلك الكوارث والأزمات.

وهذا النهج الصائب الذي مازالت المملكة متمسكة بأهدابه منذ عهد تأسيس كيانها الشامخ وحتى العهد الميمون الحاضر، يعود في حقيقة أمره إلى الترجمة الحرفية لنصوص وتشريعات ومبادئ العقيدة الإسلامية السمحة التي تتخذ منها المملكة أسلوبا لتحكيمه في كل أمورها وشؤونها، وتلك ترجمة تنادي بإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاجين ومناصرة المظلومين والوقوف بجانب أصحاب الحقوق المشروعة حتى يتم لهم استعادتها، وهو نهج حكيم مازال يحظى بإعجاب دول العالم وتثمينها واحترامها وتقديرها لهذه الأدوار الإنسانية التي تقوم بها قيادة المملكة تجاه الأشقاء من الدول العربية والإسلامية لتخفيف معاناتهم وأزماتهم وانتشالهم من سائر ظروفهم الصعبة.

ولا تريد القيادة الرشيدة في هذا الوطن المعطاء وهي تقوم بتلك المسؤوليات الجسيمة شكرا أو منة من أحد، وإنما تريد بتلك الأعمال الخيرة التقرب إلى وجه المولى القدير بصالح الأعمال وأنفعها، وهي بكل خطواتها تلك ترسم طريقا واضحا يحقق تضامن الأمتين العربية والإسلامية ويؤدي إلى إعلاء شأن المسلمين والعرب والمساهمة الفاعلة لحلحلة الأزمات القائمة في بعض الأقطار والأمصار، وقد تكررت صورة ناصعة من صور تلك الحلحلة أثناء انعقاد القمم الثلاث العربية والخليجية والإسلامية بمكة المكرمة مؤخرا، فقد حرصت المملكة أشد الحرص من خلال فعاليات تلك القمم على المناداة بوحدة الصفوف العربية والإسلامية ولم شمل العرب والمسلمين، وتسوية أزماتهم والدفاع عن حقوقهم وتفعيل أدوارهم للوصول إلى تضامنهم المنشود.