محمد العصيمي

من العادات الحسنة في العيد اجتماع أفراد العائلة، التي فرقتها الظروف وباعدت بينها المدن والأحياء، في مكان واحد والاطمئنان على بعضهم وتناول أطراف الحديث الموحية بالمودة والمحبة والأشواق الصادقة. شخصياً قررت متأخراً، وأوصيكم بذلك، أن يكون كل عيد مع إخواني وأخواتي إلا إذا كان هناك ظرف طارئ يمنعني من ذلك. وقد كنت ضيعت عدداً من السنوات مختاراً السفر أو الكسل في العيد.

ليس هناك أجمل من أن ترى في العيد ابتسامة أحبائك فرحاً بوجودك بينهم. وليس أبرد على القلب من أن تراهم جميعاً مرتاحين يؤثرون القرب على البعد، ويمحضونك حبهم، ويقدمون لك أبناءهم وبناتهم الذين كبروا وبدأوا يشقون طريقهم على دروب الحياة.

وإذا كان في العيد عادات حسنة ما ذكرته للتو أعلاها وأجملها فإن فيه، خاصة في السنوات الأخيرة، عادات سيئة أكبرها وأكثرها إثارة للتحفظ هذه التهاني الإلكترونية التي عمت وطمت في وسائل التواصل الاجتماعي. تأتيك ملصقات ورسائل تهنئة على جوالك باعتبارك من جملة مئات أو عشرات يوجدون في هاتف المرسل. لا تحمل هذه التهاني اسمك ولا تدل على أي معنى للمودة فيما بينكما.!!

فقط هي رفع عتب مثلها مثل من يتجشم عناء الذهاب للسلام في العيد على واحد أو أكثر من كبار السن في عائلته؛ حتى لا يقال إنه لم يفعل ذلك وليس لأنه راغب بذلك فعلاً ومقبل عليه من باب المودة والتقدير.

من العادات السيئة، أيضاً، الإسراف في الموائد وكأن الناس خرجوا من سنوات جوع، أو أن العيد لا يكتمل إلا حين تُفرش السُّفر طولاً وعرضاً ثم لا يتناول منها إلا النزر اليسير، بينما يذهب الباقي لمكبات النفايات. وهذه، للأسف، عادة مستحكمة رغم كل ما جرى ويجري من توعية ومناشدات بشأنها.