حسام أبو العلا - القاهرة

المملكة وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للتصدي لميليشيات وعصابات الملالي

شدد عدد من الخبراء والكتَّاب العرب على أن المملكة وضعت ركائز لعمل عربي وخليجي مشترك نحو مواجهة المخاطر، التي تهدد المنطقة، خصوصا التخريب الإيراني، كما وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للتصدي للميليشيات والعصابات الإيرانية، التي باتت مصدرا لتهديد الأمن والسلم والدوليين، فضلا عن أن الملك سلمان سلط الضوء على كل القضايا العربية المصيرية مثل القضية الفلسطينية، التي وصفها بقضية العرب الأولى.

» ردع الميليشيات

قال المحلل السياسي والخبير بالشؤون الإيرانية هشام البقلي: بدون شك أن القمم العربية والخليجية والإسلامية جاءت في توقيت مهم جدا وسط تصعيد خطير لعدد من الأزمات، التي تهدد استقرار الوطن العربي، وكان أكثرها تأثيرا وفرضت نفسها بقوة التهديدات الإيرانية، التي طالت منشآت نفطية وسفنا تجارية بمنطقة الخليج، لذا كانت المملكة حريصة على توحيد الموقف العربي إزاء هذه المخاطر والتصدي لها سريعا.

ويرى البقلي أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام القمتين العربية والخليجية وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بضرورة التحرك لردع الميليشيات الإيرانية، التي تحاول زعزعة أمن المنطقة، مشيرا إلى أن الملك سلمان تطرق إلى مخططات النظام الإيراني بالإيعاز لميليشياته لممارسة أعمال تخريبية وانتهاكات تخالف القوانين والمواثيق الدولية.

وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين وضع ركائز لعمل مشترك عربي وخليجي لمواجهة الاعتداءات الإيرانية باتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهتها، ووقف تدخل طهران في شؤون عدد من الدول العربية، إضافة إلى تحذيره من خطورة البرنامج النووي الإيراني، لافتا إلى أنه في الوقت ذاته أن الملك سلمان كشف عن تمسك المملكة بالتحاور مع دول المنطقة لتعزيز التنمية والازدهار وتحقيق السلام لدول وشعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الإيراني، وهي رسالة مهمة تؤكد أن المملكة ترى أن الإيرانيين ليس لهم ذنب في الخروقات والمؤامرات، التي يتورط فيها نظام الملالي.

وقال البقلي: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز في خضم التوترات وتصاعد الخطر الإيراني كان حريصا على التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة ما يعكس الإحساس العميق للقيادة السعودية بكل هموم وقضايا العرب.

كما أشاد بكلمات القادة العرب في القمة العربية، خصوصا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي حدد الرؤية المصرية للتهديدات، التي تواجه الأمن القومي، وتأكيده على حرص مصر في الحفاظ على الأمن العربي والخليجي.

» قمم كاشفة

ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية محمد شعت أن القمم الثلاث كشفت مواقف عدد من الدول العربية إذ إن غياب دول واعتراض البعض على إدانة إيران في البيان الختامي للقمة العربية يكشف إلى أي مدى استطاع النظام الإيراني أن يتغلغل إلى دوائر صنع القرار في عواصم شقيقة ما يؤكد خطورة الموقف الراهن.

وثمّن شعت جهود المملكة في مواجهة الخطر الإيراني بقيادة التحالف العربي باليمن، ثم توحيد الصف العربي والخليجي عن طريق الدعوة للقمم الثلاث، مشيرا إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في القمتين العربية والخليجية تعد بمثابة رسالة تحذير قوية لإيران لوقف تجاوزاتها ضد دول المنطقة، كما وضعت أسسا وإطارا عاما لتحرك عربي وخليجي خلال الفترة القادمة يمكن من خلاله لجم النظام الإيراني وطرده من أي تواجد له في المنطقة.

» مواجهة الأخطار

من جانبها، قالت الكاتبة الكويتية عائشة الرشيد: إن عقد القمم الثلاث جاء في وقت تتزايد فيه العمليات العدوانية لإيران وأذرعتها الإرهابية ضد المنطقة العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي بالتعاون مع النظام القطري لتنفيذ مخطط نشر الفوضى في المنطقة، مشيرة إلى أن القمتين العربية والخليجية استهدفتا الخروج بتحالف عربي لمواجهة الخطر الإيراني والتركي معا إذ إن أنقرة لا تقل في خطورتها على أمن واستقرار العرب عن طهران.

وشددت على أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، شدد في كلمته بالقمة العربية على تضامن الكويت مع السعودية والإمارات ورفضها بشدة أي اعتداء عليهما من أي دولة، مؤكدة أن أمن السعودية من أمن الكويت.