مها العبدالهادي

في رمضان أجد ضالتي.. هذا الشعور الذي يتبادر إلى ذهني عندما أعلن عن رؤية هلال رمضان، ففي رمضان يتغير نظام اليوم، ويصبح النشاط بالليل أكثر منه بالصباح، وهو ما لم أتعود عليه كوني طالبة جامعية في قسم الكيمياء، والجزء الأكبر من نشاطي اليومي يكون في الفترة الصباحية، حيث أقضي وقتي صباحاً بين المختبرات لإجراء التجارب ووضع النتائج والاكتشافات. بينما في رمضان يبدأ وقت نومي بعد صلاة الفجر ويمتد حتى ساعات الظهيرة الأولى، وتبدأ رحلتي في المطبخ مع أخواتي لإعداد طعام الإفطار لعائلتي، وحيث إنني متخصصة في عمل الصواني فقد كلفت يومياً باختراع وصفة جديدة لها، ونتناوب أنا وأختي الكبرى على عمل الطبق الرئيس للإفطار، وغالباً تأخذ أختي الصغرى على عاتقها صنع طبق الحلويات لتناوله مع القهوة عندما تجتمع أسرتي بعد الانتهاء من تناول الطعام. وبعد الانتهاء من صلاتي العشاء والتراويح أشرع في قراءة بحث في الكيمياء ومشاهدة بعض المقاطع، التي تخص الكيمياء وآخر اكتشافاتها وأسرارها، وبما أن الكيمياء تدخل في أغلب المجالات الحياتية كالصناعات والطب والتجميل وغيرها فمجال البحث فيها عظيم ولا ينتهي، فمن الكيمياء نستطيع معرفة كيفية صنع الصابون مثلاً الذي نستخدمه يومياً عدة مرات، ونستطيع تفسير لماذا يصبح الشعر أملس بعد تمرير الهواء الساخن عليه، كما تدخل الكيمياء في الصناعات النفطية والأنابيب الناقلة للنفط، فالكيمياء عالم بذاته، وسعيدة جداً كوني أحد أفراد هذا العالم.